اليوم، قراء ‘'المساء'' على موعد مع الفنانة زكية قارة تركي في قعدة مع فنان، هي من مواليد سنة 1961 بعاصمة الزيانيين، نشأت في بيئة عائلية تعشق الغناء الأندلسي، شجعها والدها العارف بالموسيقى ‘'حساين عبد الجليل'' على دراسة هذا الفن والتعمق في اكتشاف خباياه الثمينة، مرفقة بآلة ‘'الكويترة'' التي تعشقها كثيرا، أحيت العديد من الحفلات بصوتها القوي الجذاب، في رصيدها الفني أربعة ألبومات والعديد من الحفلات الوطنية والعالمية، حيث تمكنت من حجز مقعد وسط الكبار وكتابة اسمها في السجل الفني الذهبي. وعن يومياتها في رمضان تقول زكية: “لهذا الشهر الفضيل مكانة كبيرة لدى عائلتي، ففي كل سنة نحاول التحضير له بطريقة جيدة للحفاظ على العادات والتقاليد التي نشأت عليها، لأنه بات من المعروف أن بعض العائلات أصبحت ترى هذا الشهر كباقي أشهر السنة، وهذا شيء مؤسف للغاية، فرمضان شهر الرحمة والكرم، وأنا لا أخفي كرمي في المائدة التي أرتبها لعائلتي، محاولة من خلالها بعث أجواء رمضانية في كل أركان المنزل، وعن موعد تحضيرها للفطور تقول زكية: “أدخل إلى المطبخ بعد صلاة العصر مباشرة، ورغم طول النهار وتأخر آذان المغرب في هذا الفصل، إلا أنني أفضل تحضير أطباقي بهدوء وراحة لأتقنها، علما أنني أميل للطبخ التلمساني الذي يشبه المغاربي، وأحضر مأكولات متنوعة، إلاّ أن هذا لا يمنعني من تحضير أشهى الأطباق العاصمية التي أحبها أيضا، فإتقاني لكليهما جعلني أدلل عائلتي ولا أدخل في الروتين اليومي لتحضير الفطور. وعن أطباقها المفضلة، تقول الفنانة: أحب “البسطيلة” و«البوراك” الذي أبدع في تحضيره، إلى جانب شربة “الفريك”، إلا أنني أحضر أيضا طبق “الحريرة” الذي تحبه عائلتي. وحول برنامج زكية بعد الإفطار، قالت: ‘'تختلف سهرتي الرمضانية حسب البرنامج أو الارتباطات المهنية أو العائلية، فإذا كانت لدي سهرة فإنني أحييها بعد الفطور مباشرة، إذ يكون جمهوري في انتظاري، أتناول الفطور بسرعة مع عائلتي وأسرع للترحيب بجمهوري الذي لا يمكنني التأخر عليه، وأحيانا أرتب “قعدة” في البيت وسط عائلتي، أدعو إليها الضيوف من أقاربي وأحبائي لتمضية السهرة، ومن حولنا كل الضروريات من قهوة، شاي، “قلب اللوز”، الحلويات التقليدية، “الزلابية” والعصائر .. وعن السحور قالت: ‘'أفضل تناول شيء خفيف في السحور، حيث أكتفي ببعض الفواكه أو كأس ماء”. سألناها في الختام عن الأجواء الرمضانية في تلمسان، فأجابت بأن هذه المدينة ككل ولايات الوطن تستعد لاستقبال هذا الشهر الفضيل في أجواء متميزة عن باقي أيام السنة، إذ يشرع السكان في تزيين المساجد والشوارع بإنارة زاهية متعددة الألوان، مع تزيين الشوارع أيضا، فكل ركن من المدينة يوحي تميّز هذا الشهر، وعند التجول في “الدرب” ينتابك شعور رائع، خاصة بانبعاث الروائح الطيبة من البيوت “العربية” ورائحة “الحريرة” التي تعدها النسوة باستعمال الكثير من “القسبرة” ذات الرائحة الشهية، واغتنمت زكية المناسبة لتزف سلامها لكل الجزائريين والأمة العربية والإسلامية، قاطبة بقولها: “رمضان كريم، وأمنياتي للجميع بالصحة، السلامة والعافية”..