عبر سكان بئر توتة، خاصة منهم أولياء تلاميذ المرحلة الثانوية، عن مخاوفهم من استمرار الوضع الذي يزاول فيه أبناؤهم الدراسة في أقسام مكتظة عن آخرها، مما أدى إلى تدني المستوى بشكل كبير في هذه البلدية التي استقبلت أعدادا كبيرة من السكان الجدد دون تهيئة المرافق المختلفة، خاصة المؤسسات التربوية التي أصبحت هاجسا بالنسبة للأولياء والتلاميذ على حد سواء. وفي هذا السياق، أوضح بعض السكان ل»المساء»، أن عدم تكفل السلطات بمشكل الاكتظاظ الذي تشهده الثانوية الوحيدة ببئر توتة سيعصف بمستقبل أبنائهم، خاصة طلبة السنة النهائية، مشيرين إلى أن مستوى أبنائهم تدنى بشكل فظيع في السنوات الأخيرة بسبب الوضع الصعب الذي يزاولون فيه دراستهم، خاصة في السنوات الأخيرة التي عرفت ترحيل سكان جدد للبلدية دون فتح مؤسسات تربوية جديدة. من جهته، وصف رئيس بلدية بئر توتة هذا الوضع بالكارثي، مؤكدا في لقاء خص به «المساء»، أن الثانوية الحالية أصبحت لا تلبي الرغبات، إذ يدرس بها أكثر من 2000 طالب، بينما طاقة استيعابها لا تتجاوز ألف طالب، مضيفا أن بئر توتة توجد بها حاليا ثانوية واحدة فقط تحولت إلى جحيم بالنسبة لطلبة هذه المرحلة الذين يدرسون في وضعية جد صعبة، انعكست على مستواهم بسبب الفوضى، الاكتظاظ والضغط داخل الأقسام. وحسب المتحدث، فإن المشكل يبقى قائما والوضع سيستمر في الدخول المقبل، لأن الثانوية الجديدة التي سيتم فتحها بحي 1600 سكن لن تستوعب أكثر من التلاميذ الذين سيرحّلون لسكنات جديدة ستستقبلهم في عملية الترحيل المقبلة، «فهي لا تكفي حتى لتلاميذ الحي الذي يعتبر مجمعا سكنيا كبيرا». وفي هذا الصدد، أشار المسؤول الأول عن بلدية بئر توتة أن المسؤولين المحليين السابقين والحاليين طالبوا بمشروع إنجاز ثانوية أخرى منذ سنوات لحل المشكل نهائيا، حيث أصبح هذا المشكل شغلهم الشاغل، لكن ولحد الآن لا وجود لهذا المشروع، باستثناء ذلك الذي ينجز حاليا بحي 1680 سكنا، أي حي العقيد عثمان، بإعانة سابقة من ليبيا، والذي يقع في الحدود مع بلدية الدويرة ومحسوب عليها، حيث لا تعلم سلطات بئر توتة إن كانت ستفيد من هذه الثانوية أم لا. وذكر السيد كتيلة أنه سيتم بناء مدرسة بحي العقيد عثمان الذي يضم حوالي ألفي سكن لتدارك العجز ببلدية بئر توتة التي تواجه أيضا مشكل السكن، إذ لم تستفد حسب رئيسها إلا من حصة قليلة جدا، رغم الطلبات الكبيرة والملفات المودعة لدى مصالحها، وهو المشكل الذي طالبت سلطاتها المحلية بضرورة أخذه بعين الاعتبار. وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث أن البلدية تضم 13 موقعا للسكنات الهشة، إضافة إلى سكنات قديمة، حيث تم إحصاء 568 عائلة خلال عام 2007، وهو العدد الذي ارتفع كثيرا، فضلا عن السكان الأصليين الذين يواجهون أزمة خانقة في السكن. وفيما يتعلق بالمدارس الابتدائية، فتشهد هي الأخرى عجزا، غير أنه ليس بحجم العجز الذي تشهده المرحلة الثانوية، بينما يجري إنجاز إكمالية سيتم تسليمها في حي العقيد عثمان في الدخول المقبل، كما يشهد هذا الحي مشروع بناء مسجد يوجد في طور الإنجاز، إلى جانب روضة للأطفال طاقة استيعابها 80 طفلا في حي 3000 سكن، مشروع مركز ثقافي، تهيئة مساحات خضراء، فضاءات للعب وملاعب جوارية في عدة أحياء. وبخصوص العيادة متعددة الخدمات التي يجري إنجازها بحي العقيد عثمان، فقد أشار رئيس بلدية بئر توتة إلى أن هذا المشروع لا يلبي الحاجيات بالنظرالى عدد سكان البلدية التي تستقبل المزيد من المواطنين، فهي بحاجة إلى مصلحة للأمومة بسبب تنقل الحوامل إلى البلديات المجاورة، لأن ثمة عيادة متعددة الخدمات لا تتوفر على التدخلات السريعة، الاستعجالات والإمكانيات المادية والبشرية التي يحتاجها المريض الذي عادة ما يتم تحويله إلى البلديات المجاورة. من جهته، أصبحت السوق الجوارية القديةلا تلبي الحاجيات، مما جعل السلطات تشرع في بناء آخرى توجد في طور الإنجاز، فضلا عن توسيع السوق القديمة التي تضم 40 محلا فقط بوسط بلدية بئر توتة.