أدانت رابطة علماء وأئمة دول الساحل أول أمس، المحاولات المغربية الرامية إلى إلصاق تهمة الإرهاب بالشعب الصحراوي، الذي يناضل من أجل نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير. وقال الشيخ يوسف مشرية الأمين العام لرابطة علماء وأئمة دول الساحل في محاضرة ألقاها خلال أشغال الجامعة الصيفية لإطارات البوليزاريو بجامعة بومرداس، إن محاولات "تشويه المقاومة الصحراوية وإلصاق تهمة الإرهاب بالصحراويين باطلة، يريد بها المغرب حقا غير مشروع". وأضاف: "إن جهاد الشعب الصحراوي لطرد الاحتلال من أراضيه، هو جهاد ضد الاستعمار ومشرَّع في الدين الإسلامي، كحال الثورة التحريرية الجزائرية سابقا، التي طردت الاستعمار الفرنسي". وفي هذا السياق، أعاب الأمين العام لرابطة علماء وأئمة دول الساحل الإفريقي، إطلاق العديد من المصادر الإعلامية مصطلح "الجهاديين" على "الإرهابيين الخارجين عن تعاليم الإسلام"، وقال إن الجهاد "أمر مشروع لما يتعلق بالدفاع عن الأرض والسيادة الوطنية، كحال القضية الصحراوية"، وهو ما جعله يؤكد أن ظاهرة الإرهاب "لا تمتّ بأي صلة للشعب الصحراوي وقيادة البوليزاريو، وخير دليل على ذلك رعاية الدولة الصحراوية لحوار الأديان، الذي سيتم شهر ديسمبر المقبل". ووصف الشيخ مشرية الإرهاب ب "الظاهرة المرَضية التي تستهدف الإسلام والمسلمين، والتي لا تكفي معالجتها بالإدانة والتنديد، بل يجب تشريح أسباب هذه الآفة". واعتبر أن "ما يسمى بالإرهاب اليوم يقود حربا جديدة على العالم الإسلامي واستقراره ومصالحه". ودفعه ذلك إلى التحذير من الفتاوى "المسمومة"، التي تدعو خاصة فئة الشباب إلى التطرف الديني والاقتتال بين المسلمين في حين يدعو الإسلام إلى التسامح والوسطية ونبذ العنف. وقال إن هذه "الفتاوى الخاطئة التي غزت مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وراء النظرة السلبية للغرب تجاه الإسلام والمسلمين". وفي الأخير ختم الأمين العام لرابطة وأئمة دول الساحل، محاضرته بتوجيه الدعوة للعالم الإسلامي والعربي لنصرة القضية الصحراوية؛ من خلال تكثيف المساعدات الإنسانية بعد أن أكد أنه "من غير المقبول أن تدعم جمعيات إسبانية وأوربية وأمريكية الشعب الصحراوي في محنته، ويبقى العالم الإسلامي والعربي يتفرج". من جانبه، وخلال المحاضرة التي ألقاها في سياق أشغال جامعة الإطارات الصحراوية، دعا الأستاذ الجامعي زردومي أمحمد شعب الصحراء الغربية إلى شن "حرب دعائية" مضادة للحرب النفسية والإعلامية التي يقوم بها المستعمر المغربي؛ بغية "تغليط الرأي العام المحلي والدولي". وقال الدكتور زردومي أحمد إن الدعاية والدعاية المضادة "سلاح استراتيجي، يجب على المقاومة الصحراوية أن تستعمله لإحباط كل وسائل الاحتلال المغربي في كسر نضال الشعب الصحراوي". وأضاف أن "الحرب النفسية المغربية ضد القضية الصحراوية تعمل بطريقة دقيقة جدا، لفبركة القضية الصحراوية ومحاولة إخراجها عن طابعها الشرعي العادل، وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية"، وهو ما جعل المحاضر يحث كل فئات الشعب الصحراوي على "تجنيد" كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي؛ "للتعريف بالقضية الصحراوية وفضح الجرائم المغربية التي تُرتكب بالأراضي المحتلة". يُذكر أنه تم خلال أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو، عرض فيلم وثائقي يروي مسار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في دعم قضايا التحرر المناهضة للاستعمار، ودوره في العديد من قضايا إحلال السلام والأمن الدوليين. وتُختتم أشغال الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية الصحراوية التي انطلقت في 15 أوت الجاري، غدا بجامعة "امحمد بوڤرة" ببومرداس، تحت شعار "الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل".