عبّر سكان حي الإخوة عرفة المعروفة باسم “حي الزاوش” بمدينة قسنطينة، عن عدم رضاهم عن نوعية أشغال التحسين الحضري التي تم مباشرتها خلال الأشهر الفارطة، والتي وصفوها ب “الرديئة”، والتي مست عددا من المجالات كالإنارة العمومية والأرصفة والطرقات. وحسب السكان، فإن تدعيم شبكة الإنارة العمومية لم يأت بجديد، حيث تبقى شوارع وأزقة الحي غارقة في الظلام الدامس؛ بسبب عدم اشتغال المصابيح في الفترة الليلة، ما صعّب التنقل على القاطنين وتسبّب في العديد من المشاكل لأصحاب السيارات وحتى على الراجلين أثناء التنقل داخل الحي، في ظل انتشار الحيوانات الضالة، على غرار الكلاب المتشردة التي باتت تهدد صحة السكان وحياتهم خلال التنقل في الفترة الليلة أو مع أولى ساعات الفجر، خاصة بالنسبة للمصلين الذين يرتادون مسجد الحي. وقد شملت الأشغال التي شهدها الحي خلال الأشهر الفارطة ورحّب بها السكان، الأرصفة أيضا، لكن مع التقلبات الجوية التي شهدتها الولاية خلال الأيام الفارطة وسقوط كميات كبيرة من الأمطار، عرفت أشغال التهيئة تدهورا كبيرا بعد تشقق الإسمنت، الذي يضم بلاط الأرصفة التي تشققت بدورها وظهرت بها شروخ ببضعة سنتمترات خلال شهر رمضان الفارط على امتداد أكثر من 100 متر، وكشفت بذلك عيوب المقاول الخاص. وقد خلقت هذه الحالة وضعية غير لائقة بعدما تبعثرت الرمال عبر الأرصفة وبالطريق؛ بسبب عدم احترام المقادير المتعامَل بها، مما أدى إلى متاعب كبيرة لدى المارة وعرقل حركة السير. وحسب السكان، فإن تسرب الرمال والإسمنت من تحت البلاط إلى البلوعات، أدى إلى امتلاء هذه الأخيرة وتعطّلها عن الخدمة، مما جعل الحي يغرق في مياه الأمطار أثناء التقلبات الجوية، وهو ما حدث خلال الأيام الفارطة؛ حيث أصبح الوضع لا يطاق؛ شأنه شأن العديد من الأحياء بقسنطينة، والتي تطالب الجهات المعنية بالالتفات إليها قبل دخول فصل الشتاء. من جهتها، اعتبرت مديرية البناء والتعمير المشرفة على الإنجاز، أن المشروع في مرحلته النهائية ولا يجب الحكم عليه قبل الانتهاء من كل الأشغال، مضيفة أن المشروع لن يستقبل حتى تتم مراقبته، وفي حال اكتشاف أخطاء أو خلل سيرغَم المقاول على إصلاح ما يجب إصلاحه قبل أن يحصل على أمواله، وفق دفتر الشروط المتفق عليه. وقد رفع سكان عدة أحياء بقسنطينة، مشكل رداءة أشغال التحسين الحضري التي بُرمجت عبر أحيائهم؛ كحي دقسي عبد السلام، إذ سبق لسكانه أن انتقدوا نوعية أشغال التحسين الحضري والورشات الفوضوية المنتشرة عبر حيّهم مند أكثر من سنة؛ مما زاد من متاعبهم، وجعل المكان أشبه بمستنقع كبير، كما انتشرت الحفر الممتلئة بالمياه والأوحال. وقد طالب السكان حينها وأمام صمت السلطات المحلية عن تدهور الحي ولا مبالاة المؤسسات المكلَّفة بالتهيئة برحيل المؤسسات المسؤولة عن أشغال التهيئة، التي وصفوها ب “الترقيعية”. للإشارة، فقد رصدت ولاية قسنطينة مبالغ ضخمة لإعادة تأهيل الأحياء والتحصيصات بعد أن خلصت عملية المسح، إلى أن 70 بالمائة من النسيج العمراني بالولاية، بحاجة إلى أشغال كبرى، خاصة بعدما تم الوقوف على أن مشاكل التهيئة كانت من أكبر مطالب السكان أثناء الاحتجاجات الاجتماعية، حيث خصصت 13.8 مليار دج خلال الخماسي الماضي و34.24 مليار دج خلال الخماسي الجاري، وحظيت منطقة علي منجلي بتمويل خاص؛ كونها الجزء الأكثر تدهورا بعد إهمال هذا الجانب بالنظر إلى كثافة عمليات الترحيل.