خلفت الحوادث المنزلية، خلال السداسي الأول من السنة الجارية، وفاة أزيد من 430 شخصا، 64 بالمائة منهم أطفال تعود أسباب وفاتهم إلى الاختناق والحروق وانفجارات بالغاز. وحسب مصالح الحماية المدنية فإن ما نسبته 75 بالمائة من هذه الحوادث المنزلية، التي ارتفعت حالاتها المميتة بشكل محسوس في الآونة الأخيرة، مصدرها الكهرباء والربط العشوائي للتيار الكهربائي واستعمال وسائل غير مطابقة وعلى الخصوص الكوابل والأسلاك الكهربائية. وحسب مسؤول بمصالح الحماية المدنية، فإن نصف التدخلات التي تقوم بها هذه الأخيرة، تتعلق بالحوادث التي تقع في المنازل والتي أرجعتها ذات المصالح إلى الإهمال وعدم مراعاة شروط السلامة والأمن في المنازل رغم بساطة السلوكيات التي بفضلها يمكن تفادي هذه المأساة. وأظهرت الدراسات المتعلقة بأخطار الحوادث المنزلية من جهتها أن 33 في المائة منها يتعرض لها الأطفال دون الخمس سنوات في المطبخ مما أدى بالخبراء إلى التشديد على حماية الطفل بإبعاده عن الأماكن التي يكون فيها أكثر عرضة للحوادث الخطيرة كالآلات الكهربائية، وأدوات الصيانة المنزلية، مع اتخاذ التدابير الوقائية التي تحفظ سلامة الأطفال وصحتهم. من جهتها، سجلت مصالح الحروق بمختلف المؤسسات التابعة للمؤسسة الاستشفائية عددا هاما من حالات الحروق المنزلية، تسببت في 13 حالة وفاة وأزيد من 500 مصاب بحروق وتشوهات متفاوتة الخطورة، نتيجة حوادث منزلية ومهنية بالمؤسسة الاستشفائية بالدويرة غرب العاصمة وحدها، تعرضوا لها خلال شهر رمضان، لاسيما الناشطين في مجال صناعة الحلويات كالزلابية من سكان البلديات المجاورة على غرار البليدة وبوفاريك. وانحصرت أسباب هذه الحوادث في قدم أنابيب قارورات غاز البوتان المستعملة في الطهي وكذا لواحقها، حيث تتم التوصيلات بطريقة عشوائية من قبل ربات البيوت المنهمكات طيلة الوقت في تحضير موائد الإفطار، وحتى صانعي الحلويات دون الانتباه لتسرب الغاز الذي يحدث انفجارا عنيفا مع شرارة الكبريت في ظل غياب الوعي لدى هؤلاء ونقص التجربة لدى البعض الأخر.