بشغف كبير انتظر الجزائريون موعد انطلاق المعرض الدولي للكتاب، حيث يتدفق الناس على اختلاف توجهاتهم الفكرية وفئاتهم الاجتماعية، على أجنحته، طالبين عناوين مختلفة أو باحثين عن أخرى ومكتشفين أيضا، فالغنيّ والفقير سيّان في طلب العلم، كما لا يجد الفقير وحتى أصحاب الدخل الضعيف جدا حرجا في الاقتراب والاقتناء، فقد أشار الكثيرون منهم إلى أنهم يعمدون إلى الادخار للوصول إلى هذا الغرض، فهذا المعرض الفكري الذي شارك فيه زهاء ألف عارض بين جزائري وأجنبي، يؤمّن الاطّلاع على آخر ما جادت به العلوم والفكر البشري في مختلف المجالات، فحتى الأمهات أصبحن يجدن ضالتهن فيه، حيث تكتنز أجنحته مختلف الكتب والقصص العالمية والمحلية التي تغذّي فكر الصغير وتطوّر مهاراته. فالأساتذة الجامعيون، الطلبة المتفوقون والبسطاء، الكل يبحث عن حاجته الفكرية في ذلك الفضاء الخصب، الذي تسعى من خلاله الجزائر لتشجيع أبنائها على العلم وطلبه، كما يجد فيه الناشرون راحتهم المادية من خلال الإقبال الكبير على عناوينهم، كما إن قانون الكتاب المرتقب الإعلان عنه، من شأنه تنظيم سوق الكتاب، ليتمكن الكل من شرائه في أي نقطة من الوطن، وهذا ما سيقلّص من تعب البعض؛ بحيث يجد المرء الكتاب أمامه، علاوة على تسطير استراتيجية كاملة لدعم تصدير الكتاب الجزائري بفضل ذات القانون، وكلها بوادر إيجابية تصب في خدمة القارئ والمفكر الجزائريين في ذات الوقت. إننا أمة “اِقرأ”... هذه الكلمة المفتاح التي خاطب الله بها العقل البشري وجعلها سلّما لبلوغ أسمى الدرجات في كل الميادين، فكل الأمم التي تفوّقت ونالت نصيبها من الرقي والتقدم والرهبة أيضا، لم يتسنّ لها ذلك إلا بسلطان العلم، فما أحلى أن تعانق الأنامل الكتاب وتجعله صديق السراء والضراء، وهنا تحضرني مقولة: “شعب يقرأ... شعب لا يُستعبد”.