اعتبر السيد جمال بوشرف، مدير مركز دراسة المناخ بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، قلة تساقط الأمطار خلال شهر نوفمبر الجاري، أمرا طبيعيا مرتبطا بالتغيرات المناخية الحاصلة في السنوات الأخيرة في العالم، متوقعا في المقابل أن يسجل شهر ديسمبر القادم تساقطا معتبرا للأمطار، في حين أشار تقرير الهيئة العالمية إلى أن سنة 2013 هي من أكثر السنوات اضطرابا منذ سنة 1850، متوقعا حدوث كوارث مناخية في عدة مناطق من العالم، بما فيها الجزائر. ورفض مدير مركز دراسة المناخ بالديوان الوطني للأرصاد الجوية في حديث إذاعي، أمس، اعتبار شهر نوفمبر شهرا جافا بالنظر إلى قلة تساقط الأمطار في هذا الشهر مقارنة بالسنوات الماضية، وأشار إلى أن شهر ديسمبر المقبل سيشهد تساقطا لأمطار موسمية معتبرة، موضحا بأن خصوصيات الطقس في الجزائر تغيرت في الأعوام الأخيرة بفعل تأثير التغيرات المناخية العالمية، حيث يتم أحيانا تسجيل فترات جافة في موسم الأمطار، وفترات ممطرة في موسم الجفاف، الأمر الذي يستدعي، حسب السيد بوشرف، التأقلم مع هذه التقلبات المناخية، التي ترتبط بتغير النظام المناخي العالمي. وقلل الخبير في علم المناخ من المخاوف التي أثارتها قلة تساقط الأمطار في بداية موسم الخريف الجاري، موضحا بأن هذه الظاهرة أصبحت عادية في الجزائر التي تتأثر كغيرها من دول العالم بالتحولات المناخية، وأشار المتحدث إلى أننا أصبحنا نعيش اضطرابات مناخية في الموسم ذاته، مذكرا في هذا الصدد بأن شهر جانفي 2012 لم يشهد تساقطا لأية كمية من الأمطار، لكن في المقابل شهر فيفري كان من أشد الأشهر قساوة في الموسم، بفعل موجة البرد الاستثنائية التي عرفها هذا الشهر والتي فاقت تلك التي سجلتها الجزائر في شتاء 2005. وحسب مدير مركز دراسة المناخ بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، فإن الجزائر ليست في منأى عن الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية الحاصلة في العالم، لاسيما وأنه تحتل موقعا ”هشا” يجعلها معرضة لهذه التقلبات، وما ينجر عنها من كوارث مناخية كالفيضانات وموجات الحر والبرد، معتبرا أنه من الضروري مراعاة هذه المتغيرات في إعداد البرامج الاقتصادية والاجتماعية. وتزامن تدخل السيد جمال بوشرف عبر الإذاعة الوطنية مع إصدار المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أمس، بجنيف، لتقريرها حول سنة 2013، والذي اعتبر هذه الأخيرة واحدة من السنوات العشر المتميزة بحرارة شديدة منذ سنة 1850. وفيما قدر التقرير بأن 2013 هي سنة للكوارث المناخية، مذكرا بإعصار ”هيان” الأخير الذي ضرب الفلبين وخلف أكثر من 10 آلاف قتيل، أشار إلى أن الجزار ليست مستثناة من هذه التحولات المناخية. وذكر التقرير بأن الأعاصير صارت أكثر خطورة على سكان السواحل نظرا لارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر في أنحاء العالم وصل إلى رقم قياسي جديد في مارس الماضي، وذلك بمتوسط 3,2 مليمتر سنويا منذ تسعينيات القرن الماضي. كما سجلت الدراسة زيادة في درجات الحرارة على مستوى العالم في الفترة من جانفي حتى سبتمبر المنصرم، ب0,48 درجة مئوية على المعدل المسجل بين ستينات وتسعينات القرن الماضي. وقد شهدت غالبية مناطق العالم درجات حرارة أعلى من العادة، لاسيما في أستراليا وشمال أمريكا وشمال شرق أميركا الجنوبية وشمال إفريقيا وجزء كبير من المنطقة الاورو-الآسيوية. وكانت الفترة الممتدة بين جانفي وسبتمبر 2013، أشد حرا من نفس الفترة للعامين 2011 و2012. وتجدر الإشارة إلى أن تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يأتي في وقت يجتمع فيه مندوبو 194 دولة تحت لواء هيئة الأممالمتحدة بالعاصمة البولندية وارسو، لبحث إجراءات تخفيض الانبعاثات الغازية المؤثرة على المناخ ووضع اتفاق عالمي جديد لمواجهة تغير المناخ يدخل حيز التنفيذ بحلول عام 2020.