أصبح تدهور المحيط ميزة في أحياء برج الكيفان، فزيادة على الأحياء التي لم تعرف أي نوع من التهيئة، اكتمل الديكور ليصل إلى الأحياء الأخرى خاصة القديمة منها، من درفانة إلى الضفة الخضراء مرورا بحي موحوس· هذه حقيقة يشهد عليها القاصي والداني، وتعكسها التقارير حول وضعية المشاريع التي يفترض أن تُنجز في هذه البلدية الساحلية المعروفة بجمالها الذي افتقدته نتيجة عدة عوامل، وعلى رأسها انشغال القائمين على تنميتها، عنها حتى آلت إلى ما هي عليه بعد أن ذهب جمالها وحيوية ساحلها· فهناك مشاريع انطلقت على عجل دون أن يصادق عليها المجلس البلدي، وكثيرها لم ينطلق لنفس السبب، وهي حوالي ستة مشاريع على سبيل المثال تخص أحياء درفانة، الضفة الخضراء، علي صادق (باتجاه اسطمبول والطريق الوطني رقم 5) وبن زرقة، قهوة شرفي وأخيرا حي 53 سكنا· ورغم انطلاق بعضها، فإن ذلك جاء متأخرا جدا، والدليل على ذلك أن عهدة المجلس انتهت ولم يُدع رئيسه لأي اجتماع للمصادقة على أي من هذه المشاريع التي يقول مسؤولون بالبلدية أنه لو جرت الأمور عادية، لكانت هذه المشاريع قد اكتملت قبل هذا اليوم· ويتأسف الغيورون على مصالح البلدية، ممن يدفعون ثمن هذا التدهور، استغلال هذا العجز وتقديمه في الحملات الانتخابية وعودا انتخابية للعهدة القادمة· كما يتأسفون أن تُجمّد هذه المشاريع لتُحوّل إلى حصان طروادة يُركب للمرور إلى عهدة أخرى، بعد أن أصبحت وعودا قديمة في إخراج جديد· وعلى سبيل المثال، فإن مشروع تهيئة حي درفانة الذي تضرر بفعل زلزال 2003 تسير ببطء شديد، رغم أن المقاول شرع في الأشغال دون أن يصادق المجلس على المشروع للسبب الآنف الذكر، وكذلك هو الحال بالنسبة لحي 53 مسكنا· أما المشاريع المتعلقة بحي علي صادق (نحو اسطمبول والطريق الوطني رقم 5) وطريق بن زرقة، قهوة شرقي، وحي الضفة الخضراء (الامتداد المباشر لمدينة برج الكيفان مقر البلدية)، فإن الأشغال بها لم تنطلق بعد في الوقت الذي يفترض أنها انتهت منذ مدة حسب البرنامج· والمفارقة التي يعيشها سكان بلدية برج الكيفان أن مسؤولها الأول الذي لم يحرك مشاريع مسجلة وممولة بعدم الدعوة لاجتماع المجلس، يعزف على أوتار خاطئة عندما يتحدث عن مشاريع قطاع الأشغال العمومية، وكأنها من انجازات البلدية التي ستحل المشاكل التي يعانيها السكان كالطريق الازدواجي رقم 24 الذي يعبر تراب البلدية والجسور التي ترافق هذا المشروع الوطني الهام المتمثل في الطريق الساحلي الشرقي· *