كشفت مصادر إعلامية بريطانية، أمس، بأن المعارضة السورية تخلت عن الشرط المسبق الذي وضعته بتنحي الرئيس السوري، بشار الأسد، قبل انعقاد المؤتمر وذهبت إلى حد إبداء استعدادها لبقائه خلال المرحلة الانتقالية. ويأتي الكشف عن هذه المواقف الجديدة للمعارضة المسلحة السورية في وقت أكد فيه وزير الإعلام السوري أن الرئيس الأسد هو من سيقود المرحلة الانتقالية في حال التوصل إلى اتفاق في جنيف. وقالت صحيفة "الانديبندت" البريطانية في عددها الصادر، أمس، أن سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر خفف من مطالبه قبل انعقاد ندوة جنيف المقررة الشهر القادم وقال إن "تنحي الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة لم يعد شرطا مسبقا ويمكن أن يعقب المفاوضات". وأضاف أن المعارضة ستوافق بأن يترك الرئيس السوري السلطة في نهاية عملية التفاوض حين ينضم الجيش السوري الحر إلى قوات النظام لشن هجوم ضد الجماعات الجهادية. وتمسكت المعارضة بشرطها في تنحي الرئيس السوري قبل انخراطها في أية عملية تفاوضية وهو ما تسبب في تأجيل مؤتمر حنيف 2 الذي ترعاه الولاياتالمتحدة وروسيا لعدة مرات منذ شهر ماي الماضي وتقرر أخيرا عقده في ال22 جانفي القادم. وهو ما يطرح التساؤل حول سبب تغيير المعارضة السورية لموقفها وهي التي طالما أصرت على هذا الشرط وهل تصريحات القائد السوري الحر تمثل كل أطياف المعارضة التي عرف عنها تضارب مواقفها وعدم توافقها على رأي موحد أم أنها نابعة عن ضغط دولي على أطراف الأزمة السورية لحملها على المشاركة في مؤتمر جنيف 2. وهو التساؤل الذي يطرح خاصة وأن وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أكد أن الرئيس السوري هو من سيقود المرحلة الانتقالية في حال التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر جنيف 2 الذي تعول عليه المجموعة الدولية كافة في إنهاء الأزمة الدامية في سوريا. وقال الزعبي إنه "إذا كان من يعتقد أننا سنذهب إلى جنيف من أجل تسليم مفاتيح دمشق للمعارضة فمن الأفضل أن لا نذهب". وأضاف أن "القرار يعود للرئيس الأسد هو من سيقود المرحلة الانتقالية لأنه زعيم سوريا وسيبقى رئيسها".