أبرزت مجلة “الجيش” في عددها الأخير كثافة النشاطات التي ميزت حياة المؤسسة العسكرية في 2013، سواء على الصعيد الرسمي أو من جانب العمل الميداني الهادف إلى تطوير مجال التكوين والحفاظ على مستوى التحضير القتالي والجاهزية العملياتية للقوات المسلحة، كما لم تفوت المجلة فرصة إحياء الجزائريين لذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، لتؤكد في افتتاحيتها بواجب الوفاء لتضحيات شهداء الثورة وشهداء الواجب الوطني، مذكرة بأن الاستقرار الذي تنعم به الجزائر اليوم، جاء بفضل هؤلاء الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل عزة الوطن وكرامته، ومهدوا الطريق لتنميته. وأشارت المجلة في العدد 605 الصادر في ديسمبر الجاري، إلى كثافة الزيارات التي قامت بها العديد من الوفود الأجنبية إلى الجزائر وتم استقبالها من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكذا نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق احمد قايد صالح، الذي قام بدوره بعدة زيارات عمل وتفقد إلى عدد من الدول، وزيارات ميدانية إلى عدد من المؤسسات التابعة للجيش الوطني الشعبي داخل الوطن للوقوف على مدى تجسيد أهداف مشاريع السنة الفارطة، لا سيما ما ارتبط منها بمواصلة تطوير مجال التكوين والحفاظ على مستوى التحضير القتالي والجاهزية العملياتية للقوات المسلحة، مبرزة في حصيلتها التعديل الوزاري الذي قام به رئيس الجمهورية في سبتمبر 2013 والذي عين بموجبه الفريق أحمد قايد صالح في منصب نائب وزير الدفاع الوطني، فيما لم تفوت المجلة، في سياق الإشارة إلى الحصيلة العملياتية لمختلف قوات الجيش الوطني الشعبي في إطار مهام مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، إبراز التعامل الاحترافي والتدخل النوعي لقوات الجيش الوطني الشعبي لإحباط الاعتداء الإرهابي على مركب الغاز لتيقنتورين بولاية إليزي في جانفي الماضي. وتزامنا مع إحياء الجزائر للذكرى التاريخية لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، خصت “الجيش” افتتاحية عددها الأخير، لإبراز دور شهداء الثورة التحريرية ومن بعدهم شهداء الواجب الوطني في إعلاء كرامة الجزائريين من خلال تحقيق الحرية والاستقلال، ثم الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها. وأشارت المجلة في هذا الإطار إلى أن “حرية الإنسان تظل مبتورة ما لم يلازمها الأمن والاستقرار”، وأشارت إلى أن الغاية السامية للدولة الجزائرية هي جعل المواطن الجزائري حرا آمنا يعيش في سلم وطمأنينة، مؤكدة بأن هذه الغاية حققتها الجزائر بفضل التضحيات والقرارات الشجاعة والحكيمة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، وخاصة بإقراره المصالحة الوطنية الشاملة التي توجت باسترجاع السلم والأمن. وفي حين ذكرت بأن الاستقرار الذي تنعم به الجزائر اليوم، كان بفضل تضحيات شهداء الامس واليوم “الذين دفعوا أورواحهم من أجل عزة الوطن وكرامته، ممهدين بذلك الطريق لعجلة التنمية التي حققت نتائج هائلة في جميع الميادين والمستويات”، دعت افتتاحية “الجيش” كافة الجزائريين “للوفاء لتضحيات أسلافنا الأمجاد من أجل عزة الجزائر وسؤددها وتبوئها مكانة مرموقة بين الأمم تليق بتاريخها وتضحياتها وآمال شعبها. لتؤكد في الأخير بأن الجيش الوطني الشعبي الذي شارك بفعالية في كل المعارك والتحديات الكبرى التي خاضتها الجزائر، يعمل على تجسيد مهامه الدستورية بكل حزم وعزم، “مثمنا هذا الاستقرار والأمن والسلم لبناء قوات مسلحة قوية عصرية متطورة ورادعة، مهمتها الدفاع عن السيادة الوطنية والتصدي لكل المخاطر والتهديدات مهما كان مصدرها. من جانب آخر، تناولت المجلة، في روبورتاج، الخطوات الأولى للتكوين في مجال الطيران، وذلك من خلال تسليط الضوء على مختلف المراحل التي يمر بها المتكون على مستوى فوج الطيران الثامن للتدريب بطفراوي بولاية وهران. وإذ لم تفوت المجلة في ركنها الخاص بأحداث الشهر، التطرق إلى رحيل رجل المصالحة في إفريقيا والعالم “نيلسون مانديلا”، حيث تناولت سيرة الرجل ومراحل حياته وكذا تعلقه بالجزائر إبان كفاحه ضد نظام “الابارتيد” في جنوب افريقيا، خصصت في عددها ملفا كاملا لتقييم 50 سنة من إنشاء المنظمة القارية الإفريقية، مسلطة، بالمناسبة، الضوء على تمسك الجزائر بالتزاماتها تجاه قضايا التنمية بالقارة السمراء. كما لم تغفل المجلة الإشارة ضمن حصيلة السنة إلى تهاني رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، للمنتخب الوطني لكرة القدم، إثر تأهل هذا الأخير باستحقاق إلى نهائيات كأس العالم المقررة في 2014 بالبرازيل.