اقشعرت أبدان الجمهور لاستخبار حسان أحراس وارتجفت القلوب لدوي صوت واعزيب محند أمزيان، واهتزت خصورهم طربا لأداء ثنينة المبهج، وتجاوب الحضور مع فرقة ”إثران ن دا لمولود” التي دوت بقاعة ”الموقار”، سهرة أول أمس، بعرض فلكلوري مميز جمّلته فرقة ”اضبالن” وحرّكه راقصون محترفون. أجواء أقلّ ما يقال عنها أنّها حميمية لاحتفالية السنة الأمازيغية الجديدة التي تزامنت مع تنظيم الأسبوع الثقافي لولاية تيزي وزو بالجزائر العاصمة، رسمها مطربون معروفون محليا، أدوا العديد من الأغاني، أنشدوها للحب، بالوطن ، بحضور جمهور ذهبي فكانت السهرة في غاية الانسجام والتفاعل الإيجابي. الحفل الذي حضرته وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، إلى جانب المجاهدة زهرة ظريف بيطاط وعدد من الوجوه الفنية، كان بمثابة العرس الأمازيغي الكبير بفضل الفرحة والفرجة التي خلقها أبناء تيزي وزو. استهل الحفل بعرض فلكلوري لفرقة ”إثران ندا المولود” للفنون الشعبية، بلوحات لجني الزيتون مهّدت لدخول أجواء العرس والرقص بالريتم القبائلي التقليدي الذي صاحبه فرقة ”اضبالن”، ثم تمّ تشكيل لوحات فنية راقصة أخرى تبعها الجمهور بلهفة كبيرة رقصا وتصفيقا. بعدها صعد عدد من الفنانين كرّمتهم وزيرة الثقافة، يتعلّق الأمر بكلّ من المطربات جميلة، شابحة، جيدة تمشطوحت، الممثل القدير سعيد حلمي، الممثلة أنيسة ميزاقير والإعلامي بالقناة الثانية سعيد فريحة، كما تمّ تكريم وزيرة الثقافة والمجاهدة زهرة ظريف بيطاط من قبل مدير الثقافة لولاية تيزي وزو الهادي ولد علي ومديرة الثقافة لولاية الجزائر بديعة ساطور. الشق الثاني من الحفل نشّطه ثلاثة مطربين، والبداية كانت مع المغنية ثنينة التي أدّت مجموعة من الأغاني من الريبرتوار القبائلي على غرار ”أسا نزها” للمطربة كريمة و«سلعفيتس أيا فحري” للراحل معطوب لوناس، وأدّت الأغنية الشهيرة ”آيا محند أ مي”، وقد وفّقت الفنانة في إلهاب قاعة ”الموقار” بالتصفيق، الرقص والغناء معها. المطرب القبائلي الملتزم واعزيب محند أمزيان اختار مجموعة من أشهر أغانيه التي عرف بها في سنوات التسعينات، وقبل أدائها قال بأنّه يغني لأوّل مرة بقاعة ”الموقار” رغم أنّ مشواره الفني يمتد إلى أربعة عقود وتساءل عن السبب رغم أنّه لا يرفض الدعوات. وعاد بالجمهور إلى أيام أغنيته التي حقّقت رواجا منقطع النظير عنوانها ”آياث ووال” وكذا أغنية ”أحو ذا حنو”، ليختم بأغنية ”ألايلو” التي رقص على وقعها الحضور، ودعا المطرب بالمناسبة إلى العمل من أجل بناء الوطن والكف عن الشعارات التي استهلكت في الماضي وانتهى أمرها، فالأمازيغية اليوم مرسمة دستوريا وأضاف؛ ”علينا بالتشمير عن الأذرع.. ينتظرنا عمل كبير”. وختم الحفل المطرب حسان أحراس بعدد من أغانيه العاطفية على غرار ”ايناس أثا فراتس بول”، غير أنّ أداءه لأغنية الراحل معطوب الوناس ”إدورار إي ذلعمريو” جعلت الأبدان تقشعر وتفاعل معها الجمهور كثيرا بما في ذلك وزيرة الثقافة، واستحضر الجميع عبر تلك الوصلة أيام النضال من أجل القضية الأمازيغية.