تتجاور البلدان العربية على أنغام الزرنة وتتعايش جنبا إلى جنب في ظل "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" متباهية بمعالمها الأثرية والعمرانية وتجذّرها الثقافي في تاريخ الإنسانية، فتقدّم لزوّار معرض "مجسّمات التراث الثقافي العربي" أجمل ما تختزنه أرضها من مواقع باتت من رموزها السيادية وأيقوناتها الحضارية· بساحة رياض الفتح، الفضاء الشعبي الذي لا يمكن لزائر للعاصمة أن لا يعرّج عليها، انتصبت خيمة كبيرة لتحتضن معالم الدول العربية من الخليج إلى المحيط، وتفتح مداخلها لكلّ فضولي ومهتم بتعميق معلوماته حول الدول المشكّلة للوطن العربي من خلال مجسّمات من التراث الثقافي العربي، هي نتاج عمل طلبة المدرسة الوطنية للفنون الجميلة· ويتضمن هذا المعرض الذي أشرفت على تدشينه وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي مجسّمات تبرز أعزّ ما يفخر به التراث الثقافي والتاريخي العربي ويظهر ثراء وتنوّع هذا التراث، والتي سبق للجزائريين وضيوفهم من العرب أن شاهدوها على شاحنات كبيرة خلال الاستعراض الشعبي الذي أعطى إشارة انطلاق تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" في يناير المنصرم، وقد تمّ عرض هذه المجسّمات في خيمة رياض الفتح بشكل فني متناسق· معرض مجسّمات التراث الثقافي العربي يحمل في زواياه نفحات أثرية عربية وعيّنات عمرانية لمختلف الدول العربية التي ما تزال تتوافد على الجزائر لتعرّف بمشهدها الثقافي والفني، وأوّل ما يستقبلك وأنت تهمّ بزيارة هذا المعرض مجسّم بيت عاصمي يذكّر بالقعدات القصبوية التي تتوسّطها صينية الشاي التي تقوم عليها جزائرية بسروال "الشلقة" و"محرمة الفتول"، لتتوالى المجسّمات التراثية وتسلّط الأضواء على ما تزخر به البلدان العربية· فمن الكعبة الشريفة بالمملكة العربية السعودية، بيت المقدس بفلسطين، "أبو الهول" وأهرامات مصر، "برج العرب" بالإمارات العربية المتّحدة، إلى البتراء الأردنية ومعبد باخوس بلبنان وصولا إلى قلعة بني حمّاد، النقوش الصخرية وتمثال لأمير عبد القادر بالجزائر، تعدّد الأشكال العمرانية وتباينت الألوان والأشكال وبقيت الغاية واحدة هي "خلق فضاء للاحتكاك بين الثقافات العربية وكذا التعريف بها"· ويعد هذا المعرض سجلا للبلدان العربية وضعت فيها بصماتها الثقافية والتاريخية من خلال هذه المجسمات التي أشرف عليها الديوان الوطني للثقافة والإعلام ضمن فعاليات "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"· *