طالبت جمعية مشعل الشهيد في ندوة تاريخية نُظمت بمنتدى جريدة المجاهد، بضرورة إقناع السلطات الفرنسية بتسليم الأرشيف الخاص بالشهداء الذين استُشهدوا بخطي شال وموريس إبان ثورة التحرير المجيدة، مشددة على ضرورة الكشف عن العدد الحقيقي لهؤلاء وتخليد أسمائهم لفائدة الأجيال القادمة. وأكد رئيس الجمعية محمد عباد أمس في تدخّل له، أن خطي شال وموريس أقامتهما السلطات الاستعمارية بشرق وغرب الوطن إبان ثورة التحرير المجيدة، حصدا الآلاف من أرواح الشهداء الجزائريين، الذين لازالوا مجهولين إلى حد الساعة جراء تكتّم الإدارة الاستعمارية الفرنسية على مصيرهم وعددهم وأسمائهم، وكذا الظروف التي استُشهدوا فيها. وأوضح عباد في هذا الإطار، أن الأمر يفرض على فرنسا التعاطي مع هذا الموضوع الحساس، خاصة فيما يتعلق بالأرشيف العسكري الخاص بهذه الحقبة التاريخية، داعيا إلى توحيد صفوف كافة المعنيين بهذا الملف، للتجند أكثر والمضيّ قدما في مواصلة الكشف عن مصير شهداء الثورة؛ حفاظا للذاكرة التاريخية للشباب وأطفال المدارس. وأضاف المتحدث في السياق، أن التاريخ لن يمحو الجرائم التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية في حق الجزائريين منذ احتلال الجزائر سنة 1830 إلى غاية الاستقلال في 1962؛ الأمر الذي يستوجب متابعة فرنسا في المحاكم الدولية، لإجبارها على الاعتراف بأعمالها المخزية وتعويض الضحايا وعائلاتهم. ومن جهة أخرى، صرّح رئيس جمعية مشعل الشهيد بأن هذه الندوة تندرج في إطار برنامج النشاطات والتظاهرات التاريخية والثقافية، المدرجة بمناسبة الأسبوع التاريخي والثقافي ال14، الذي تم إطلاقه أول أمس الإثنين بدار الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، تحت شعار" وقفة عرفان لشهداء بلا قبور"، مشيرة إلى برمجة عدة ندوات ومحاضرات تاريخية تُعنى بهذا الجانب على مستوى الولايات على مدار سبعة أيام كاملة. كما أشار إلى تخصيص برامج تربوية تهتم بتاريخ الثورة وشهدائها لفائدة تلاميذ الثانويات والإكماليات؛ بهدف تحسيسهم وتوعيتهم بأهمية قراءة التاريخ، والتعرف على سيرة المجاهدين والشهداء البواسل، الذين ضحّوا بالنفس والنفيس من أجل استقلال الجزائر. وكانت هذه الندوة التاريخية فرصة لتقديم مداخلات وشهادات حيّة حول تضحيات المجاهدين على مستوى خطي شال وموريس وآلاف الشهداء، الذين راحوا ضحايا. كما أجمع المتدخلون خلال النقاش المفتوح الذي أعقب الندوة، على ضرورة الضغط على فرنسا لإجبارها على الاعتراف بجرائمها البشعة المرتكَبة في حق الجزائريين ومطالبتها بالتعويض الفوري، وفق ما تحدده القوانين الدولية في هذا الإطار. جدير بالذكر أن تظاهرة الأسبوع التاريخي الثقافي لشهداء بلا قبور المتزامنة مع إحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد، تنظَّم بمبادرة من جمعية مشعل الشهيد، وبالتعاون مع مديرية الثقافة للعاصمة ومديرية التربية، هذه الأخيرة التي تشارك بالعديد من تلاميذ المؤسسات التربوية على مستوى إقليم الجزائر العاصمة.