تمكن طالب جزائري يقوم حاليا بتحضير أطروحة دكتوراه بمخبر خاص بالتكاثر والتطور الوظيفي للحشرات في جامعة لييج ببلجيكا، من اكتشاف عودة ”البعوض النمر” إلى أوروبا. هذه الحشرة التي يمكن أن تشكل خطرا على الصحة العامة. ولاحظ الباحث الجزائري الشاب، خلال تجربة ميدانية قام بها خارج المخبر على عدد من البعوض كانت مسجونة في عجلات مطاطية، مواصفات خاصة، تتمثل في سيقان نمرية بالأسود والأبيض، بالإضافة إلى الأعضاء التناسلية التي تتميز بها، ليتأكد، وبدون أي شك، أنه البعوض النمر.وفي انتظار تأكيد ذلك عن طريق اختبار الحمض النووي، أكد الباحث استنادا على موقع نشرية جامعة لييج ”اليوم ال15”، أن البعوض المكتشف يشبه بنسبة 99 ٪ السلالة التي غزت الولاياتالمتحدة في 1990، ومن المرجح جدا يضيف سليمان بوكراع أن يكون هذا البعوض قد عبر المحيط الأطلسي على شكل يرقات على متن واحدة من سفن النقل الكبيرة التي ترسو بميناء ”أنفرس” ببلجيكا.وفي بيان صدر مطلع شهر جانفي الماضي، طمأن معهد الطب الاستوائي لمدينة أنفرس، أنه لا يوجد سبب للقلق بشأن الصحة العامة الحالية، علما أن المخاطر التي يجلبها البعوض النمر كحمله الفيروسات مثل حمى الضنك وشيكونغونيا، منخفضة جدا. هذه الفيروسات التي تُنقل من بلد إلى آخر عن طريق المسافر، الذي، بدوره، قد يكون سببا في إصابة السكان الأصليين. وتؤكد النشرية أنه يمكن للبعوض النمر أن يشكل، على المدى الطويل، مشكلة صحية عامة بسبب التجارة الدولية وتنقّل الأشخاص والاحتباس الحراري، علما أنه قبل عام 1970، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تسعة بلدان فقط عرفت وباء حمى الضنك مقابل أكثر من 100 حاليا؛ أي 40٪ من سكان العالم، هم حاليا في خطر. وأوروبا ليست بمنأى عن تفشي حمى الضنك؛ حيث تم تسجيل أول حالات انتقال أصلية في فرنسا في عام 2010، وأول ظهور لمرض شيكونغونيا في شمال شرق إيطاليا في عام 2007.ودرس سليمان بوكراع الهندسة الزراعية بالجزائر بالمدرسة الوطنية العليا (2004-2009)، وأكمل تعليمه مع درجة الماجستير في وقاية النبات في ”جامبلوكس” (2009-2010). وبدأ في نهاية الدراسة بالاهتمام بالأمراض البيطرية، ثم أكمل الماجستير في علم الحشرات الطبي الدولي والبيطرية في جامعة أبومي بكوتونو (بنين)، ثم بجامعة مونبلييه (فرنسا).