خرج الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، سالما من تفجير انتحاري تلاه هجوم مسلح نفذته، أمس، حركة الشباب المجاهدين ضد القصر الرئاسي بقلب العاصمة موقاديشو. وخلف هذا الهجوم النوعي الذي نفذته حركة شباب المجاهدين سقوط 14 قتيلا من بينهم خمسة مسؤولين سياسيين وعسكريين صوماليين وتسعة مسلحين. وانفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مقر الرئاسة الصومالية تلاها اقتحام عشرات المسلحين من حركة الشباب المناهضة للسلطات الانتقالية للساحة المؤدية إلى القصر الرئاسي رغم أنه يعد من بين أكثر الأماكن تحصيا بالعاصمة موقاديشو. وشهد مقر الرئاسة الصومالية تبادلا كثيفا لإطلاق النار بين المسلحين وقوات الأمن المكلفة بتأمين المكان انتهى بمقتل خمسة مسؤولين صوماليين من بينهم عضو بمكتب رئيس الوزراء ومساعد سابق لرئيس جهاز الاستخبارات. وسارع نيك كاي الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال إلى التأكيد على موقعه عبر التويتر أنه تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس حسن شيخ محمود أكد له من خلاله أنه لم يصب إثر التفجير. بالمقابل، أكد وزير الأمن الوطني الصومالي، عبد الكريم حسين غوليد، تمكن قوات الأمن من السيطرة على الوضع بعد أن طوقت إلى جانب وحدات من القوة الإفريقية المنتشرة في الصومال "اميصوم" المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي. وتبنت حركة الشباب المجاهدين على لسان المتحدث باسمها عزيز ابو مصعب العملية التفجيرية وقال إن "مقاتلينا هاجموا المقر الرئاسي بغرض قتل واحتجاز كل من بداخله". وأضاف أن الهجوم كان الغرض منه تمرير رسالة واضحة بعدم وجود مكان آمن بالنسبة للحكومة الصومالية التي تقود إلى جانب قوات "اميصوم" عمليات عسكرية ضد الحركة المسلحة. ويأتي الهجوم ضد القصر الرئاسي بعد قرابة أسبوع من مقتل ستة أشخاص في تفجير سيارة مفخخة استهدف قافلة أممية بمدخل المركب الذي يضم مطار موقاديشو والذي يعد هو الآخر من بين الأماكن الأكثر تحصينا بالعاصمة الصومالية ويضم أيضا مقر القيادة العامة لقوات "اميصوم" ومكاتب أممية ومقرات لممثليات دبلوماسية غربية. وعادت حركة الشباب المجاهدين لتضرب بقوة في قلب موقاديشو وبأهداف محددة ضمن رسائل قوية بأنها لا تزال قادرة على الضرب متى أرادت وفي أي وقت وهي التي كانت اضطرت لسحب قواتها شهر أوت 2011 من موقاديشو ضمن ما وصفته آنذاك بانسحاب تكتيكي لكنها بقيت تسيطر على مناطق ريفية شاسعة بالبلاد. ويتخبط الصومال الواقع بمنطقة القرن الإفريقي منذ أكثر من عقدين من الزمن على وقع حرب أهلية أفقدت السلطات المركزية في موقاديشو هيبتها وسيطرتها على بلد زاده الفقر والجفاف سوءا.