«حان الوقت لتستعيد الصحراء ومنطقة الجنوب الكبير بالجزائر، مكانتها التنموية والسياحية والاقتصادية؛ لكونها الخزان المستقبلي لمختلف الثروات الطبيعية لفائدة الأجيال القادمة"، هو ما شدّد عليه المترشح لرئاسيات 17 أفريل القادم عبد العزيز بلعيد، في لقائه بسكان ولاية أدرار العريقة، التي تُعد سابع محطة يزورها في إطار الحملة الانتخابية في أسبوعها الأول. وأكد بلعيد خلال تجمّع شعبي نشّطه أمس السبت بقصر الثقافة بوسط المدينة، التي تبعد عن الجزائر العاصمة بأكثر من 1400 كلم، أنه لا بد أن تستعيد الصحراء الجزائرية ومنطقة الجنوب الكبير مكانتها الريادية في التنمية الصناعية والزراعية والاقتصادية المعهودة من قبل، ملحّا على وجوب إعطائها نصيبها من المشاريع التنموية الضخمة، التي تعود بالفائدة على سكان المنطقة والبلد بوجه عام.وأوضح المتحدث أمام جمع غفير من المواطنين والشباب الذين قدموا للقائه رفقة فرق فلكلورية شاركت في الترحيب به على طريقتها الخاصة، أن ولايات الجنوب تتمتع بخيرات وثروات باطنية هائلة، لا بد من استغلالها بالشكل الأمثل في فتح المجال واسعا أمام المشاريع التنموية الضخمة؛ من شق للطرقات ومد للجسور وتشييد للمصانع والسكنات، والقضاء على البطالة التي أثرت سلبا على مواطني هذه المناطق الصحراوية النائية، بما فيها ولاية أدرار. واعترف، في السياق، بمعاناة بعض ولايات الجنوب الكبير من نقص التنمية وفرص الشغل والتكوين والتعليم ومحو الأمية لفائدة الكبار، مشيرا إلى أن الأمل لايزال قائما لتدارك هذه النقائص، لاسيما من خلال البرنامج السياسي الذي دخل به معترك هذه الاستحقاقات، والذي أعطى اهتماما بارزا لإعادة تفعيل عجلة التنمية بمختلف أشكالها بالجنوب، كما أضاف. وقال في هذا الإطار إن "شباب الجنوب والأجيال القادمة لهم الحق في الاستفادة من خيرات وثروات هذا البلد العزيز، الذي يحوز ثروات باطنية متنوعة؛ مما يجعله خزّانا مستقبليا ومصدر عيش كافة أفراد الشعب الجزائري دون استثناء"، مذكرا بأن برنامجه قد خصّ جنوب الوطن بمشاريع تنموية هامة، تهدف أوّلا إلى فك العزلة عن الولايات المجاورة؛ من خلال توسيع شبكة النقل بالسكك الحديدية، وتزويدها بقطارات فائقة السرعة لربط أدرار بالولايات الشمالية. كما وعد شباب الولاية في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، بضمان تكوين فعال ومتنوع لكافة البطالين وذوي المستويات التعليمية الضعيفة، مع إقامة جامعات متخصصة في البيتروكيمياء لفائدة حاملي شهادات البكالوريا، وتشجيعهم على التخصص في مجال المحروقات والتنقيب واستغلال الآبار النفطية. ووعد مرشح جبهة المستقبل سكان الولاية من جهة أخرى، بمراجعة المنظومة الصحية بالجنوب، التي وصفها بشبه الميتة؛ لافتقارها للإمكانات واللوازم الطبية الضرورية للتكفل بمرضى المنطقة والولايات المجاورة، إلى جانب نقص الأطباء المتخصصين في شتى التخصصات الطبية الدقيقة، كالسرطان والقلب والتوليد والأشعة، داعيا إلى ضرورة تحقيق التوازن الجهوي في هذا المجال. وقال المتحدث في هذا الإطار: "إن أدرار لاتزال تعاني من نقص فادح في أطباء مرضى القلب رغم تزايد الكثافة السكانية بهذه الولاية، والتي تقدَّر بأكثر من 500 ألف نسمة، ورغم الإمكانات المالية والبشرية المخصَّصة لتعزيز منظومة الصحة بجنوب الوطن"، مطالبا برد الاعتبار لأطباء المؤسسات الاستشفائية العمومية والأطباء الأخصائيين، والرفع من أجورهم، والتكفل أكثر بحياتهم الاجتماعية. وفي الشق الاجتماعي، اقترح المترشح للاستحقاق الرئاسي القادم، تخصيص مصنع مصغّر في كل بلدية من الوطن، لتحقيق ما سماه التوازن الجهوي لبناء جزائر قوية مكتفية ذاتيّا، منتقدا في نفس الوقت، برنامج 100 محل لكل بلدية، الذي ثبت فشله؛ بدليل أن أغلب المحلات التجارية لاتزال مغلقة في وجه الشباب البطالين وحاملي المشاريع، على حد تعبيره. كما حثّ في الأخير شباب وشابات ولاية أدرار، على التصويت بقوة يوم 17 أفريل المقبل، والمشاركة في صنع مستقبل الجزائر، مشيرا إلى أن المقاطعة لن تكون حلا مناسبا للمشاكل المختلفة، بقدر ما تخدم أصحاب المصالح الضيّقة ومتحيّني الفرص.