من المؤكد أن كل الآباء يحلمون بأن يعيش أطفالهم حياة سهلة، وفي سبيل ذلك فإن الوالدين يساندان الابن في كل موقف حتى وإن كان الأخير مخطئا، ولنا في الواقع أمثلة كثيرة، ومن ذلك مثلا اعتداء تلميذ على زميله بالضرب أو غيره فتجد الوالدة تحضر في اليوم الموالي متوعدة التلميذ الثاني بعقوبة ما، والويل لهذا الأخير إن لم تكن والدته حاضرة معه لأنه سينال عقوبته لا محالة، أما إن كان العكس فلكم أن تتصوروا صورة والدتين تتراشقان بالكلام غير اللائق أمام مرأى ومسمع بقية التلاميذ، متناسيتين أنه من موقعهما كمربيتين عليهما الظهور كقدوة للأطفال. هنا سنتحدث عن مشكلة لا بد من إلقاء الضوء عليها، فالدعم المستمر للابن ومساندته في كل الأمور مهما كانت، يجعله اتكاليا وقد يعجز مع الأيام عن القيام بأي عمل من دون دعم والديه، وهذا الشعور يؤثر سلبا على مستقبله أيضا، حيث من الممكن أن يصير مستقبلا عاجزا عن الاعتماد على نفسه في كل أمور الدنيا، بالتالي فإن الوالدين عوض تنشئة أطفال مفيدين لمجتمعهم، فهما على العكس “ينتجان” أطفالا عاجزين، اتكاليين، لا يساهمون في بناء مجتمعهم. والأكيد أن الاعتماد على النفس سمة ليس من السهل أن يكتسبها الأولاد بين ليلة وضحاها، لكنها بناء راسخ يجب أن توضع أسسه على مدار سنوات عمرهم ومراحل طفولتهم، وطبعا هذه مهمة الآباء. من المهم أن يدرك أطفالنا أهمية الاعتماد على النفس، لأن الدنيا تؤخذ غلابا، مثلما قال عنها يوما المتنبي.. والأكثر من ذلك أن يدرك الآباء أن الحماية المفرطة لأبنائهم تجعلهم غير فاعلين بطريقة جدية في مجتمعهم، أضف إلى ذلك أنها تجعل الطفل يسقط فريسة لسلسلة من المتاعب في المستقبل.