لم يكن إعلان شخصية مثل رابح ماجر وقوفها إلى جانب السيد عبد العزيز بوتفليقة قلبا وقالبا، ثم لخضر بلومي أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الجزائر في القارة السمراء تلتهما الأسرة الكروية برمتها، سوى رسالة عرفان واعتراف لما قدمه رئيس الجمهورية طيلة 15 سنة كاملة من إنجازات لا يرى عكسها سوى جاحد. ولما تحدثت في البداية عن صاحب الكعب الذهبي لأن «مصطفى» وهو يعلن دعمه لبوتفليقة ليس بحاجة إلى «جاه أو مال»، مثلما يقال، فكرة القدم منحته كل ما يتمناه، أي لاعب من شهرة ونجومية وهو ما عبر عنه قائلا: «سرت وراء قناعاتي لا غير. شهرتي وأموالي تمنعاني من الطمع في منصب مسؤولية سواء تعلق الأمر بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم أو قطاع الشباب والرياضية»، مشيرا إلى أن سيره إلى جانب الرئيس ليس أمرا غريبا وإنما يندرج ضمن إطار قناعة بما حققه بوتفليقة على أرض الواقع من أمن واستقرار على كافة الأصعدة». نفس الكلام ينطبق على أحد صانعي ملحمة خيخون والمتوج بالكرة الذهبية الإفريقية عام 82 وبنيدة نورية مراح البطلة الأولمبية في ألعاب القوى وسليم ايلاس البطل المتوسطي في السباحة وجمال حيمودي أفضل حكم في إفريقيا والممثل الوحيد للصافرة العربية في مونديال البرازيل ومصطفى بيراف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية ومحفوظ قرباج رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم وأسماء أخرى عديدة نادت بصوت واحدة: «كلنا مع بوتفليقة».
من ملحمة أم درمان الى ريو دي جانيرو.. والحقيقة أن هذا الدعم المطلق لم يكن ليتم بشكل يكاد أن يكون جماعيا لولا المكاسب التي تحققت في عهد الرئيس بوتفليقة، وفضلت «المساء» الوقوف عند أبرز محطاتها. وإذا كانت لعبة كرة القدم هي مقياس النجاح في كل دولة، فيمكن القول بأن الرياضة الجزائرية نجحت في عهد بوتفليقة باعتبار أن «المنتخب الوطني تأهل مرتين على التوالي إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا في ألفين وعشرة ومونديال البرازيل القادم. وعلى غرار العبور لموعد جنوب إفريقيا، شكل تأهل «الخضر» إلى العرس الكروي العالمي التي تستضيفه بلاد السامبا الحدث الأبرز ليس فقط للجزائر والجزائريين، بل حتى في الوطن العربي ومتتبعي الكرة المستديرة. ويجمع المتتبعون على أن هذين الإنجازين لم يكونا ليتحققا لولا إصرار المشرفين على الكرة على كتابة هذا التاريخ، لكن ما ساعد على تحقيق ‘'حلم" الجماهير العاشقة للرياضة الشعبية'' هو الدعم الذي تلقاه محاربو الصحراء» من طرف القيادة العليا للبلاد، حيث تابع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا مسيرة الخضر حتى قبل التصفيات، وسخّر جميع الإمكانيات المادية لذلك، وما ‘'ملحمة أم درمان'' كما يحلو لهواة الرياضة تسميتها إلا دليل على ذلك، حيث جندت الدولة بأمر من القاضي الأول في البلاد إمكانيات غير مسبوقة سمحت بنقل آلاف الأنصار إلى السودان، وكان ذلك نزولا عند رغبة أنصار ‘'الخضر'' الذين عبروا عن رغبة جامحة في مناصرة منتخبهم إلى آخر دقيقة يلعبها. ولم يكن تأهل الفريق الوطني إلى المونديال في مناسبتين متتاليتين سوى ثمرة سياسة رسمها الرئيس بوتفليقة ومكنت من عودة الجزائر إلى المحافل الكروية الدولية من الباب الواسع، وهو باب الساحرة المستديرة، ومكن هذا الإنجاز ملايين الجزائريين وسيمكنهم مرة أخرى من عيش حقيقة كانت قبل سنوات مجرد حلم إلى حد أن العديد وصف الأمر عام 2009 ب ‘'وهم'' التأهل إلى المونديال، وعاشت الجزائر وستعيش أياما تبقى راسخة في التاريخ.
الاحتراف... دعم متواصل من أهم مكاسب الرياضة في عهد الرئيس بوتفليقة، هو انطلاق أول بطولة احترافية في الجزائر، وكان ذلك في شهر سبتمبر 2011، ويعد ذلك أول تجربة لبلادنا في هذا المجال، تأتي في أعقاب الديناميكية التي أحدثتها مشاركة المنتخب الوطني في مونديال جنوب إفريقيا. وحملت التسمية الجديدة لهذه المنافسة، البطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني، المشكلين من أندية مهيكلة كل واحدة منها في شكل مؤسسة تجارية استجابت لدفتر الشروط الخاصة بنظام الإحتراف الذي حددت معالمه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ويهدف إلى الرفع من مستوى الرياضة الأكثر شعبية في بلادنا على كافة المستويات، إيمانا من الدولة أن نظام الاحتراف يعد الوسيلة الوحيدة التي تجبر الأندية على الدخول في حياة الجدية والانتقال من الاتكالية إلى الاعتماد على النفس. شأنه شأن رؤساء الأندية، شدد عبد الكريم مدوار الناطق الرسمي لنادي جمعية الشلف أن فضل اعتماد الاحتراف والأموال المخصصة للمشاريع الرياضية، إلى الإرادة السياسية الفعالة للسيد عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا بأن إنجازات الرئيس كبيرة في المجال الرياضي، حيث كان أول من دعم الاحتراف في الجزائر حتى قبل الموعد الذي حدده الاتحاد الدولي لكرة القدم كآخر أجل لتطبيق شروط الاحتراف، وكان ذلك بقرار سياسي وتسهيلات كبيرة للأندية الجزائرية وأيضا ميزانية معتبرة للرياضة، بالإضافة إلى مزايا أخرى، مثل الحصول على قروض وقطع أرضية وتسهيلات أخرى. وستواصل الدولة مرافقتها للأندية المحترفة إلى غاية سنة 2018، بحيث سيتم ضخ أموال للفرق المعنية في أرصدة بنكية خاصة بها، فيما توزع الإعانات على الأندية الهاوية التي تمتلك فروعا رياضية غير كرة القدم في أرصدة خاصة أيضا. كما أن السلطات العمومية وافقت أيضا على تحويل صيغة الأندية المحترفة من شركات أسهم تحت المادة 75 مكرر 20 من القانون التجاري، إلى شركات رياضية ذات مساهمة بموجب المرسوم 13 - 05. وتحمي الصيغة الجديدة الشركات الرياضية من الزوال في حال تعرض لأي أزمة مالية خانقة، بحيث سيتم إدراج قيمة كل لاعبي الفريق الأول في حسابات الشركة عند تقديم التقرير المالي في نهاية أي موسم أو عند محاسبة الشركة من قبل السلطات العمومية. وسيدخل بعد المرسوم الجديد الذي أراح كل رؤساء الأندية المحترفة، حيز التنفيذ بعد شهر من الآن.
شبيبة القبائل، وفاق سطيف واتحاد الجزائر... أفراح أخرى لم تتوقف أفراح الكرة الجزائرية في عهد الرئيس بوتفليقة عندما صنعه المنتخب الوطني فقط، بل كانت حاضرة أيضا عبر أندية تألقت بشكل لافت على جميع الأصعدة بداية بشبيبة القبائل التي توجت بثلاث كؤوس إفريقية متتالية سنوات 2000 ضد الإسماعيلي المصري و2001 على حساب النجم الساحلي التونسي و2002 أمام تونير ياوندي الكاميروني، ثم مشاركة مشرّفة في كأس رابطة الأبطال، حيث كاد أبطال جرجرة أن يصلوا المباراة النهائية في عام 2010 بعد أن حصل على المرتبة الأولى في مجموعته، حيث لم يسجل أي انهزام وأقصى كلا من الأهلي المصري والإسماعيلي من المنافسة. ولا يقل إنجاز الوفاق السطايفي عن إنجاز أبناء جرجرة عندما أهدى « نسور الهضاب» الكرة الجزائرية تاجين عربيين في موسمين متتاليين؛ الأول في عام 2007 والثاني سنة 2008، تلاه الفوز بكأس شمال إفريقيا عام 2010. وكان مسك الختام الكروي بعد العبور إلى البرازيل؛ اتحاد العاصمة بفوزه في ماي الماضي بكأس العرب بصيغتها الجديدة القديمة، بعدما تجاوز عقبات كل من تيفراغ زينة الموريتاني والبقعة الأردني والإسماعيلي المصري، وأخيرا العربي الكويتي في النهائي.
تطور الرياضة العسكرية شهدت الرياضة العسكرية طيلة العهدات الثلاث للرئيس بوتفليقة تطورا ملحوظا، سواء من حيث اتساع رقعة انتشارها في أوساط المقاتلين من أبناء القوات المسلحة في الوحدات القتالية والإدارية والتعليمية، أو من حيث تنوع ألعابها وأنشطتها الرياضية الفردية أو الجماعية، العسكرية منها أو المدنية، التي رافقها العديد من النجاحات والإنجازات الرياضية العسكرية المشهودة، سواء على صعيد تنظيم وإقامة البطولات والمسابقات الرياضية العسكرية المتنوعة التي كان لها حضور مميز في كافة الفعاليات والمنافسات الرياضية العسكرية المحلية منها والخارجية، أبرزها تمكن المنتخب العسكري للعدو الريفي من انتزاع الميدالية الذهبية والمرتبة الأولى في البطولة العالمية العسكرية للعدو الريفي ببلجيكا عام 2010، وتتويج الفريق الوطني العسكري لكرة القدم بالكأس العالمية العسكرية التي احتضنتها البرازيل سنة 2001.
ذهبية بنيدة مراح، معجزة مخلوفي ولقب قاري للكرة الصغيرة ورغم أن النتائج لم تكن كبيرة مثلما كان يطمح إليه الجزائريون بالنظر إلى الإمكانات التي وفرتها الدولة من أجل الإعداد لأهم عرس رياضي في العالم، إلا أن الراية الجزائرية رفرفت عاليا في أولمبياد سيدني بفضل بطلة ال 1500 متر؛ بنيدة نورية مراح، وهو نفس الاختصاص الذي حفظ ماء وجه الرياضة العربية في أولمبياد لندن 2012، بعدما توج توفيق مخلوفي بذهبية رائعة، مسجلة استعادة ألعاب القوى الجزائرية سيطرتها على هذا السباق، السيطرة التي فقدتها بعد اعتزال النجم نور الدين مرسلي وأكثر من ذلك فإن أولمبياد لندن أعلنت عن ميلاد بطل جديد يافع سيرفع شأن الجزائر والعرب في المحافل الرياضية القادمة، إضافة إلى أن مخلوفي توج بالذهبية ال 1500 متر بعدما أقصته اللجنة الأولمبية الدولية إثر انسحابه من سباق ال 800 متر قبل أن تقتنع بصحة إصابته وتعيد له حق المشاركة في النهائي. وبفضل الدعم الذي حظيت به الكرة الصغيرة في السنوات الأخيرة، عادت هذه الأخيرة إلى الواجهة الإفريقية، حيث انتزع أشبال زقيلي في منافسة حبست الأنفاس التاج القاري في دورة عام 2013 التي احتضنتها الجزائر مسجلة عودة هذه الرياضة بقوة إلى الساحة الدولية بعد غياب طويل.
القانون الجديد... صفحة مضيئة في تاريخ الرياضة الوطنية ولا يختلف اثنان بأن القانون الجديد المتعلق بتنظيم النشاطات البدنية والرياضية وتطويرها الذي تم نشره في الجريدة الرسمية في 13 جويلية 2013 جاء ليفتح «صفحة جديدة» في تاريخ الرياضة الوطنية، حيث سيساهم في دعم رياضتنا بآليات تشريعية فعالة لمسايرة التحولات في المجتمع الجزائري والدولي». وتزامن هذا القانون مع استفادة القطاع من إنجازات عديدة خلال السنوات ال 15 الأخيرة، حيث قامت الدولة بإنجاز 44 ملعبا متعدد الرياضات، و249 مركب رياضي جواري، وأكثر من 850 ملعب جواري، و187 مسبح، وأكثر من 70 قاعة متعددة الرياضات، وأكثر من 400 مسبح، و3500 مساحة لعب، و230 دار ومأوى للشباب، وأكثر من 150 مركز ترفيه، دون أن ننسى أن هناك مشاريع كبيرة في طور الإنجاز، منها ملاعب كرة القدم التي باتت قريبة الاستلام وستكون هناك العديد من المنشآت الرياضية في مختلف الاختصاصات وليس في كرة القدم فقط، ستسمح بمنح الجزائر قدرة احتضان المنافسات القارية في المستقبل القريب، على غرار كأس أمم إفريقيا لكرة القدم والألعاب الإفريقية للشباب عام 2018 بعدما حققت نجاحا معتبرا في تنظيمها للألعاب الإفريقية وقبلها الألعاب العربية. ولا يمكن أبدا من خلال هدا المقال، نسيان وقفة السيد عبد العزيز بوتفليقة مع الكثير من رموز الرياضة الجزائرية ونخص بالذكر فريق جبهة التحرير الوطني الذي كرم لاعبيه الأحياء منهم والأموات، من خلال منحهم ضفة إطارات سامية للدولة، بالإضافة إلى إنشاء مؤسسة خاصة بهم تساهم في تطوير الكرة الجزائرية.