حدّدت جبهة المستقبل، معالم خطّتها السياسية للسنوات المقبلة، والمرتكزة أساسا على فتح المجال واسعا أمام الشباب للمشاركة في العمل السياسي واتخاذ القرار، وتأكيد المشاركة القوية في مختلف النقاشات السياسية الوطنية التي تهمّ الأمة. لاسيما مع احتلال مرشّحها السيد عبد العزيز بلعيدو للمرتبة الثالثة خلال الانتخابات الرئاسية المنقضية. وترى هذه التشكيلة السياسية الفتيّة أنّ المرحلة المقبلة مرحلة جد حساسة للحزب، حيث تراهن قيادتها العامة على إثبات حضورها القوي في المواعيد المستقبلية، تتجلّى هذه الرغبة أكثر في العزم على مواصلة النضال من أجل بناء جزائر حرّة وديمقراطية، بقوة الشباب الذي يعدّ وقود التغيير السياسي السلمي، اقتداء بأسلافه من جيل نوفمبر المجيد. ويراهن أصغر مترشّح للانتخابات الرئاسية في هذا الإطار، على عنصر التشبيب على مستوى كافة المؤسسات السياسية وهياكل الدولة، والوسط السياسي بصفة عامة، باعتبار أن هذه الفئة صارت أجدر أكثر من أي وقت مضى بحمل مشعل البناء والتشييد. وأوضح السيد أحمد بن صبان، مدير الإعلام بالمداومة الوطنية للمترشّح بلعيد، أن هذا الأخير استطاع طيلة 20 يوما من عمر الحملة الانتخابية كسب ثقة الشباب الذين يراهن على قدرتهم في تغيير الممارسات السياسية وأخلقتها بالمستوى المطلوب. وأكد بن صبّان ل«المساء” أن شباب اليوم صار أكثر وعيا وإدراكا بمجريات الحياة السياسية، واقتنع بقدرة جيل الاستقلال على حمل مشعل النضال السياسي، وهو ما جعلهم يضعون ثقتهم في السيد عبد العزيز بلعيد، الذي افتكّ المرتبة الثالثة في ترتيب المترشحين ب343624 صوت بنسبة مئوية قدرت ب 3.36 بالمئة. كما أشار من جهة أخرى إلى استعداد جبهة المستقبل، للمحطات السياسية القادمة للمساهمة في إثراء عدة مواضيع هامة على غرار تعديل الدستور، وإثراء مشاريع القوانين التي تنتظر البرلمان بغرفتيه للمصادقة عليها. مذكّرا بأن رئيس الجبهة، قد اقترح ضمن البرنامج المستقبلي المسطّر انتخاب محكمة دستورية بصلاحيات قوية ومستقلة، تسهر على دستورية القوانين، مع إنشاء لجنة وطنية مستقلة لتنظيم ومراقبة الانتخابات تعود لها كل الصلاحيات القانونية المتعلقة بمتابعة التحضير، ومتابعة عملية الاقتراع وإعلان النتائج. ويضاف إلى كل هذا-حسب المتحدث-الدعوة إلى فتح نقاش وطني شامل بين السلطة وكافة أفراد الشعب لمناقشة مشاكله، ومساعدته على تحقيق طموحاته وآماله في السكن والشغل والترفيه، وتمكينهم من فرص الاستثمار والقروض البنكية. وذكّر عضو المجلس الوطني لجبهة المستقبل، بأن هذه التشكيلة السياسية الشابة التي تأسّست عام 2012، بموجب التعديل الدستوري المتعلق بقانون الأحزاب، تمكّنت خلال الانتخابات التشريعية من الحصول على مقعدين بالمجلس الشعبي الوطني، و890 مقعد في المجالس المحلية، وهو أنجاز أسهم في الرفع من مكانة الحزب، وتتويج رئيسه بالمرتبة الثالثة في رئاسيات 17 أفريل 2014.