يدخل الفيلم الجزائري “العودة إلى مونلوك” للمخرج محمد الزاوي، يوم السبت 3 ماي المقبل، المسابقة الرسمية لمهرجان “نظرات إفريقيا” بمدينة مونتريال بكندا، حيث تنطلق التظاهرة يوم غد الجمعة، وتدوم إلى غاية 5 ماي المقبل. إلى جانب العروض السينمائية، يتضمّن برنامج الدورة الثلاثين، معارض فنية وعروضا فنية غنائية على مدار عشرة أيام، وتحتضن 3 مدن كندية هي مونتريال، كيبك وأوتاوا مجريات التظاهرة، ويشارك الفيلم الجزائري “العودة إلى مونلوك” للمخرج والصحفي محمد الزاوي، في الدورة الثلاثين لمهرجان “نظرات إفريقيا” بكندا، إلى جانب مشاركة أعمال سينمائية أخرى من الموزمبيق، إثيوبيا، كوت ديفوار، طوغو، السنغال، فرنسا، إسبانيا، مالي، سويسرا، كندا، البرتغال، إيطاليا، النيجر، الكاميرون، بلجيكا والبنين، بالإضافة إلى تونس، مصر، المغرب والجزائر. وتروي أحداث الفيلم الوثائقي “العودة إلى مونلوك” في 50 دقيقة، حياة معتقل سابق حكم عليه بالإعدام مرتين خلال ثورة التحرير، مصطفى بودينة في سجن مونلوك، والعمل أنتج سنة 2012، يتضمّن مجموعة من الشهادات لرجال سياسة فرنسيين ومحامين ومؤرخين ومعتقلين سابقين في قلعة مونلوك بليون (فرنسا)، والذين أدلوا بآرائهم فيما يخص النظام الاستعماري الفرنسي، ورفضه الاعتراف بحرب التحرير الوطني. وفي العمل الوثائقي يقدّم مصطفى بودينة، وهو الآن رئيس الجمعية الجزائرية للمحكوم عليهم بالإعدام، ذكرياته المؤلمة في السجن، ونقل التجربة اللاإنسانية التي عاشها هو ورفاقه في السجن من خلال قصة مؤثّرة، ليحكي له “الخوف الدائم من ذلك الفجر الفاجع الذي يطرق فيه سجّانه الباب ليقتاد المحكومين عليهم بالإعدام إلى المقصلة”. وعند مروره برواق الموت الذي سجن فيه بالزنزانة رقم 14، قال المحكوم عليه بالإعدام السابق إنه ما بين 1956 و1962 كان هناك نحو 2300 سجين في أروقة الموت بالجزائر وبفرنسا، ولقد تم تنفيذ الحكم بالإعدام بالمقصلة على 208 سجين، بينما تم إعدام الآخرين بالسم أو بحرقهم أحياء. وقام المخرج بتصوير الزيارة التي قام بها مصطفى بودينة، إلى قلعة مونلوك التي أصبحت منذ ذلك الوقت متحفا مخصصا لتخليد ذاكرة المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني، حيث بدا متأثرا وهو يكشف القلق الرهيب الذي كان ينتاب المحكوم عليه بالإعدام. يذكر أن هذا الفيلم توّج مرتين كأحسن فيلم وثائقي بالجزائر العاصمة بمناسبة الأيام السينمائية ال4 في نوفمبر 2013 ، ومهرجان السينما لمستغانم في ديسمبر 2013، وكان قد توّج مؤخرا بجائزة “الخنجر الذهبي” بمهرجان مسقط الدولي (سلطنة عمان).