كعادتهم، وعند مشارف نهاية كل موسم كروي يرفع المنتسبون لفريق مولودية وهران، من ايقاع اتهاماتهم وانتقاداتهم لبعضهم البعض، حيث خرج اللاعب الدولي السابق، وأحد المساهمين في الشركة الرياضية عبد الحفيظ بلعباس، عن صمته الذي لزمه لفترة ليوجه انتقادات لاذعة في حصة رياضية على قناة تلفزيونية استضافته أول أمس، لرئيس الفريق يوسف جباري، ونائبه العربي عبد الإله، اللذين حمّلهما النكسات المتتالية للمولودية الوهرانية على مر السنوات الماضية، ودعاهما إلى الانسحاب من تسييرها ”على جباري وعبد الإله الرحيل عن المولودية، لأنهما فشلا في قيادتها إلى تحقيق النتائج الإيجابية، فهما المتصرفان الوحيدان فيها، وبدرجة أقل المناجير العام وسكرتير الفريق، أما باقي أعضاء الشركة الآخرين فلا صوت ولا قوة لهم، فهم يكتفون بحضور الاجتماعات فقط من دون طلب استفسارات أو تبنّي موقف معارض لقرار ما غير صحيح، والدليل أن جباري، لم يستشرنا جميعا لما انتدب اللاعب عمري شاذلي، ولم نعلم بذلك إلا عن طريق وسائل الإعلام”. وانتقل بلعباس في معرض استعراضه لما وصفها سلبيات تسيير المسيرين الحاليين، ليتساءل عن الديون التي لازالت تطوق أوصال فريقه المحبوب ”أنا حائر كثيرا لبقاء كل تلك الديون الضخمة على عاتق الفريق، في وقت استفادت الشركة من مبلغ 70 مليار سنتيم خلال أربع سنوات، فأين ذهبت كل تلك الأموال؟ وأين هي التقارير المالية للشركة منذ تأسيسها؟ ولماذا لم تسلّم لمؤسسة نفطال حتى تفحصها وتدقق فيها، ومن ثم تتقدم للاستثمار في شركة المولودية، حتى يمكنها المساهمة في تكوين فريق قوي يلعب الأدوار الأولى، ولا يكتفي باللعب على البقاء كل موسم؟”. ونفى بلعباس أن يكون هو سبب بلاء المولودية، وإنما هو ضحية صراحته، وعدم مداهنته للمسيرين الحاليين كما قال ”أنا أتعجّب عندما يرمي المسيرون الحاليون بأسباب فشلهم على بلعباس، لأنني لست مثل بعض اللاعبين القدامى للمولودية، الذين تهمهم مناصبهم التي يحتلونها فيها إما إدارية أوفنية، فأنا أعارض الفشل في المولودية مهما كان مصدره، ومن يجب أن يحاسب هو جباري ونائبه عبد الإله لا بلعباس، فهما من يوقع على الصكوك وينتدب اللاعبين”. ودافع عضو الفريق الوطني أواسط لعام 1979، باستماتة عن بلحاج أحمد المعروف ب«بابا”، الذي يراه من وجهة نظره، بأنه الرجل الوحيد القادر على تحمّل تسيير أمور المولودية في الوقت الحالي، في إشارة واضحة إلى رفضه قدوم محتمل لشخصي محمد زرواطي الرئيس السابق لشبيبة الساورة، أو محمد بولحبيب المدير الرياضي السابق لفريق شباب قسنطينة، لقيادة المولودية ”مدينة وهران لها رجالها، و«بابا” واحد من أبنائها، وله القدرة المالية والمعنوية لتسيير المولودية على أكمل وجه، وينتدب لها أحسن اللاعبين دونما اعتبار للأموال التي ينفقها عليهم، المهم عنده أن تكون المولودية في أحسن حال، ولا يمكن مقارنته بمن لا يقدرون ”على شقاهم”، وينتظرون فقط مساعدة السلطات المحلية، وبعض المتعاملين الاقتصاديين”. وختم بلعباس كلامه، بمناشدته جميع ”الحمراوة” إلى تحمل مسؤولياتهم في المستقبل تجاه فريقهم، الذي قال بأنه ينتظر منهم أن يعيدوه إلى السكة الصحيحة قبل فوات الآوان، لافتا إلى أن هذه الصائفة ستكون ساخنة على حي الحمري، إذ يتوقع سيناريو مماثلا للسنوات الماضية، تأخر في عقد الجمعية العامة للمساهمين، وتقديم عرض حال للوضعية المالية للفريق، مع الكشف عن ديون كبيرة تنفّر كل راغب في الاستثمار في شركة المولودية أو ترؤسها، ومن ثم بقاء نفس المسيرين، وتوقع ذات الحصاد الفني المخيّب كل سنة، فانتفاض المعارضة دون نتيجة ليبقى الفريق يدور في حلقة مفرغة، دون قيمة وهيبة، لا هو ولا أنصاره الأوفياء المكتوب عليهم أن يذوقوا الأمرين في ظل تفضيل المصلحة الشخصية على المولودية الوهرانية. ويكون الكلام الأخير لبلعباس، مؤشرا على عودة الصراعات المفتوحة بين من يصفون أنفسهم بأبناء الفريق، خاصة في ظل الغموض الذي يلف قمة الإدارة، إذ وفي الوقت الذي يكرر جباري، كلاما حول رحيله الأكيد فور نهاية بطولة الموسم الحالي، خرج نائبه عبد الإله، مؤخرا ليربط رحيل المسيرين الحاليين بمجيء مؤسسة نفطال فقط وليس مستثمرا آخر. من جانب آخر، استأنفت التشكيلة تدريباتها يوم أمس، تحضيرا للخرجة الأخيرة لها في هذا الموسم ضد أمل الأربعاء بملعب بوعقل، وهو اللقاء الذي يريد المدرب بلعطوي، أن يكون ختامه مسكا، حتى يؤكد به علو كعبه في تدريب المولودية، وأحقيته بأن تجدد الثقة في خدماته الموسم القادم.