رغم الزيارة التي قامت بها مؤخرا، لجنة محلية مختصة متكوّنة من مختلف المصالح (الري، الجزائرية للمياه، البيئة والفلاحة...)، لمعاينة وادي مويلح ببلدية مغنية ولاية تلمسان، والتقصّي في طبيعة سموم مياهه الملوثة، والآتية من البلد المجاور والتي كانت على خلفية شكاوى فلاحي المناطق الحدودية، إلا أن الوضعية مازالت تهدّد أزيد من 200 ألف نسمة، وحسب جمعيات المنطقة، فإن المياه المصفاة من وادي بونعيم ومويلح والآتية من المغرب مثقلة بالفضلات السامة والمواد الثقيلة وتشكل كارثة بيئية حقيقية، التي تصرفها أكثر من 100 وحدة صناعية بالمغرب مختلفة الإنتاج وتأتي على شكل سوائل. وقد وقفت ”المساء” خلال زيارتها للمكان على مشهد المياه الملوثة التي تعلوها رغاو تتدفق بكم هائل في التراب الجزائري، لتتجه نحو سد حمام بوغرارة، تفوح منه روائح كريهة تؤثر بصفة عامة على المحيط البيئي. وقد دعا اتحاد الفلاحين الأحرار إلى ضرورة إيفاد لجنة تحقيق دولية مختصة لمعرفة المخاطر التي يتسبب فيها البلد الجار، باعتبار أن منطقة مغنية منطقة فلاحية معروفة بإنتاج البطاطا والأشجار المثمرة على المستوى الوطني، وما زاد الطين بلّة هو أن بعض الفلاحين بالمناطق الحدودية استغلوا الفرصة في السقي من هذه المياه الملوثة والمتواجدة عبر الوادي في غياب الرقابة، رغم تحذيرات العديد من الهيئات المختصة في مجال الصحة من الآثار الخطيرة الناجمة عن استفحال ظاهرة سقي المحاصيل الزراعية بهذه المياه المسمومة.