تتكفل مديرية الثقافة بعنابة حاليا بمشروع تهيئة وترميم متحف هيبون الممتد على مساحة تبلغ 60 هكتارا والذي يعد إرثا ثقافيا أصيلا يميز المدينة. يضم المتحف بين أسواره العديد من الآثار والتحف القديمة ذات القيمة التاريخية الكبيرة التي تتطلب، حسب مدير الثقافة عاشور راجعي، التدخل السريع قصد حمايتها من الضياع والاهمال، وعليه برمجت إدارة المتحف بالتنسيق مع مديرية الثقافة مشروعا هاما لترميم الموقع وتهيئته، علما أن العملية (المخطط) قيد الدراسة من أجل إطلاقه في أقرب الآجال وتحويله إلى فضاء ثقافي يستقبل الزوار والسياح المتوافدين على مدينة عنابة التي تكتنز الكثير من الآثار العريقة. من جهته، أكد مدير المتحف سيد عمارة نوارة أن متحف هيبون من المتاحف الجزائرية الغنية بموروثها الثقافي وكنوزها التاريخية وتعد آثاره دليلا على حضارات مختلفة تعاقبت على بونة. وأكد ذات المتحدث، أن وزارة الثقافة وافقت على الإفراج عن مخطط للحفظ الدائم للموقع الأثري وهو قيد الدراسة وقد تم تعيين مكتب دراسات جزائري وهو المكلف بمتابعة إنجاز هذا المشروع. على صعيد آخر، نظمت مديرية الثقافة بعنابة رحلة استكشافية لهذه المواقع الأثرية حيث زارها نحو 600 تلميذ من مختلف الأطوار الدراسية أين تعرفوا على موقع هيبون الأثري الذي يعتبر بالنسبة للمتمدرسين مكسبا ثقافيا من شأنه أن يوسع من بحوثهم العلمية خلال السنوات القادمة بعد الاهتمام بعملية تهيئته وإعادة ترتيب القطع الأثرية فيه التي تم تصفيفها علميا، في هذا السياق قال مدير الثقافة راجعي عاشور، إن المتحف يزوره سنويا مئات من السياح الأجانب خاصة عشية الاحتفالات بذكرى القديس أغسطين. تستقر هذه القطعة الأثرية فوق هضبة شاهقة تطل على نسيج عمراني عتيق مبني بالطين يمثل الطراز الإسلامي.