استحدث المهرجان الوطني لمسرح الهواة، لجنة تعمل على تقديم المساعدة للشباب الهاوي للمسرح، وهو فضاء أكاديمي يجمع الأساتذة المختصين بالمبدعين الشباب، سمّي ب”جسور”، يهدف إلى تقديم خدمة فنية بيداغوجية لفائدة الهواة، وفي أول ندوة ل”جسور”، تمّ تقديم مسرحية ”طيحة ونوضة” للنقد مباشرة فور نهاية العرض، فسألت ”المساء” الناقد إبراهيم نوّال منشط الفضاء والناقد المسرحي وأحد أعضاء هذه اللجنة، فكان هذا الحوار المقتضب: حدثنا عن هذه اللجنة التي أعلنتم عنها أول أمس في أول أيام عروض مهرجان المسرح الهاوي ال47، والمغزى من تأسيسها؟ الفكرة الأساسية أن نلتقي في حوار ثقافي، فالسلوك الحضاري يقتضي الحوار الثقافي لتجسيد أفكارنا وطموحنا، من خلال هذا الفضاء الفكري البيداغوجي.. نتعلم من بعضنا البعض كأساتذة ومتلقين، لأن بعض الأشياء التي تأتي من الشباب يمكن جدا أن تهمنا، وكلجنة نتعامل مع كلّ الفنانين ومحبي المسرح من منطلق أننا نعلم من أين أتينا، كنا نستحي من علولة وابن قطاف، لهذا قررت المحافظة وكسر هذا الحاجز ورسم صورة أننا في الخدمة في أي وقت من الأوقات وفتح مجال للنقاش، لكن يمكن جدا أن يعطي أستاذ أفكارا وتوجيهات أو نصا جميلا. في اليوم الأول من العروض قدمنا مسرحية ”طيحة ونوضة” للنقد من قبل نقاد ومختصين، والملاحظات كانت في محلها، فالحديث اليوم عن التكنولوجيات الحديثة للنهل من المعارف المسرحية عبر الأنترنت مهم جدا، لكن في المقابل لابد من طرح السؤال الكبير؛ ”من يدخل وكيف؟”.. طموحنا كأساتذة؛ تقديم خدمة عمومية لهؤلاء الناس الذين يحبون الفن.
هل عمل اللجنة مرتبط فقط بمناسبة المهرجان؟ طلبنا من المحافظة أن نحدث بريدا إلكترونيا للتواصل مع كل الذين يريدون أن يتعلموا ويسألوا، فالتواصل مهم في هذه الحالة، فأنا أستاذ أكاديمي لكن أؤمن بحوار ما وراء النصوص، والفكرة جاءت بناء على طلب المحافظة، لكن أضفنا أشياء مهمة، كالمنهجية. العملية تتواصل وهي غير مرتبطة بفترة المهرجان، ويكمن التواصل بعده، فالعالم كله يعمل في ”المناجمت” الثقافي، لذلك فاللجنة مفتوحة على كل الأساتذة والطاقات التي تريد المشاركة تطوعيا، يجمعهم حب المسرح.
كيف جاءت المبادرة التي يتبناها أكثر من عشرة أسماء، هم نقاد ومسرحيون محترفون وأساتذة؟ جاءت المبادرة من تساؤلات، ونحن مسؤولون عما هو جميل وما هو رديء، كوننا أهل الاختصاص، وفعل كهذا من شأنه مدّ جسور الحوار، وأعترف بأننا نفتقر للحوار، حتى إن اصطدمنا في النقاش، فتلك ظاهرة صحية من شأنها أن تصبح متينة في المستقبل وأكثر احترافية، ولتعم الفائدة الجميع ويكون الجمال العامل المشترك الذي يجمع الطرفين المبدع والأكاديمي.