كما توقعه كثيرون ومعهم الأنصار، دخل فريق مولودية وهران في بداية هذه الصائفة، فصلا جديدا من مسلسل حمراوي مستمر لسنوات، بنفس السيناريو والممثلين، والأمر يتعلق بالغموض الذي أصبح يلف مصير إدارة الفريق. ففي وقت صرح يوسف جباري رئيس مجلس إدارة الشركة الرياضية لمولودية وهران، بأنه قدّم استقالته كتابيا لمجلس الإدارة وانسحب نهائيا، وترك مقاليد تسيير الفريق لمن كانوا يسبونه طيلة الموسم بتحريض من جهات معروفة حسبه، تحدثت مصادر عن تأجيله تقديمها بعدما لاحظ غياب نصف أعضاء مجلس الإدارة عن الاجتماع الذي خُصص لهذا الشأن، والذي انعقد بإحدى قاعات فندق ”الميريديان”، بحجة أن الدعوات التي تلقوها من جباري لا تحمل جدول أعمال محددا. وزاد نائب رئيس مجلس الإدارة العربي عبد الإله، وأعلن عن رفضه التام تسيير أمور الفريق مؤقتا: ”أنا مستعد لأن أحضر كل الاجتماعات والجمعيات العامة للشركة والنادي الهاوي، لكني أرفض رفضا تاما القفز إلى رئاسة النادي وتسيير أموره مؤقتا”، قال عبد الإله، الذي كجباري مغضوب عليه هو الآخر من قبل الأنصار، ونال نصيبه من السب والشتم خلال مباريات المولودية في الموسم المنقضي، حتى إنه كان يضطر لمتابعتها من النفق المؤدي إلى غرف تبديل الملابس. ومع رفض بلحاج أحمد المعروف ب ”بابا” وعدم تحمّسه للعودة إلى رئاسة المولودية الوهرانية، بعد الذي صادفه خلال المدة القصيرة التي قادها فيها العام الماضي، يمكن القول إن مستقبلها فعلا هو على كف عفريت، ورغم تفاؤل بعض المسيّرين بمخرج عاجل ومرض لهذه الأزمة من خلال عقد جمعية عامة للمساهمين بحضور الجميع، وتحديد الرابع من شهر جوان الداخل تاريخا لعقد الجمعية العامة للنادي الهاوي، إلا أن ذلك لن يغيّر شيئا من معاناة المولودية بحسب أنصارها، الذين يستعدون لملاقاة صائفة ساخنة، ويتأهبون لإبطال أية محاولة لتكرار نفس سيناريو المواسم الماضية مع نفس المسيّرين الحاليين، والنتيجة معروفة مسبقا معهم، يقول هؤلاء المناصرون، الذين سيشهدون في الأيام القليلة القادمة، فصلا متجددا في الصراع بين الرئيس ”المستقيل” جباري ورئيس فرع كرة اليد نصر الدين بسجراري بسبب المال طبعا؛ حيث يكون الثاني اغتاظ كثيرا من رئيسه بعدما رفض طلبه تسريح مبلغ 100 مليون سنتيم، حتى يحفّز بها بسجراري تشكيلة كرة اليد المقبلة على خوض الدورة الأخيرة من أجل الصعود إلى القسم الممتاز نهاية هذا الأسبوع بقاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس بوهران؛ حيث سيواجه أشبال المدرب طاب سيد أحمد أندية تاجنانت، البليدة وورقلة. وكما كان منتظَرا، تموقع بسجراري مع مناوئي جباري، ولا يدري أحد الوقت الذي سيستهلكه صراعهما على حساب مصلحة فريق كرة اليد، وسمعة النادي عموما، والتي هي في الحضيض أصلا!
بن يطو يقرر الرحيل، وسعيدي محل اهتمام الوفاق موازاة مع صراع المسيّرين فيما بينهم وغضب الأنصار المتصاعد والمستمر عليهم، يتأكد ما كنا قد أشرنا إليه في أحد أعدادنا السابقة، من أن تعداد المولودية الوهرانية بدأ يعرف نزيفا بهجرة أحسن اللاعبين نحو وجهات مختلفة، خاصة إذا علمنا أن تسعة لاعبين تنتهي عقودهم شهر جوان الداخل، ومن بين هؤلاء المهاجم بن يطو، الذي أكد ل”المساء” خبر رحيله نهائيا عن المولودية؛ حيث قال عن ذلك: ”أظن أنني قدّمت كل ما لدي لفريق مولوية وهران رغم ”الحقرة” التي عانيت منها من قبل الإدارة، والسب من قبل مجموعة من الأنصار طيلة الموسم، والتي لم أفهم تصرفها تجاهي بتاتا، وقابلت كل ذلك بالمواظبة في العمل، لكن استمرار تهميشي يفرض عليّ تغيير الأجواء، والالتحاق بأي فريق يقدّرني ويعرف قيمتي، وسيسجل التاريخ أنني غادرت المولودية، وأنا هدافها بستة أهداف، وهذا الهداف لا تتعدى أجرته الشهرية 35 مليون سنتيم”. أما سعيدي، فحملت أخبار قادمة من العاصمة عن دخوله في مفاوضات مع إدارة وفاق سطيف، التي وجّهت اهتمامها للتعاقد معه، بعدما صرفت النظر عن لاعب حمراوي آخر، ألا وهو الشاب كوريبة، علما أن النسر السطايفي يجتهد لسد ثغرة وسط ميدان تشكيلته بانتداب لاعبين ينشطون في هذا الخط وفي أقرب وقت ممكن.