تنتقد جمعية تجار اللحوم بالعاصمة بشدة قرار تحويل مذبح ”الرويسو” بالعاصمة إلى معلم تاريخي وممتلك ثقافي في ظل غياب البديل، حيث أكد المسؤول الأول، السيد محمد الطاهر رمرام ل”المساء”، أن هناك أطرافا تحاول ضرب سوق اللحوم في الجزائر وتشجيع ”البريكولاج” في هذا المجال، فيما دقت جمعية حماية المستهلك ناقوس الخطر بسبب احتمال ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في شهر رمضان الفضيل، كما يشجع هذا القرار على خلق مذابح عشوائية تضر بصحة المستهلك. أثار قرار غلق مذبح الرويسو بالعاصمة وتحويله إلى معلم ثقافي، تخوف العمال وتجار سوق اللحوم بالعاصمة، لاسيما في ظل قلة المذابح التي لا تتوفر أغلبيتها على الشروط والمعايير المعمول بها. وأكدت الزيارة الميدانية التي قامت بها ”المساء” إلى مختلف المذابح، وفي مقدمتها مذبح الحراش، أن العاصمة بحاجة إلى مذبح جديد وعصري يغطي النقائص الموجودة.
ما مصير عمال مذبح الرويسو؟ يبقى مصير 1100 عامل بمذبح الرويسو في العاصمة مجهولا، أمام القرار الذي اتخذته وزارة الثقافة بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي، إذ يقضي بتحويله إلى معلم تاريخي وممتلك ثقافي، حيث أكد عمال المذبح في حديثهم ل”المساء”، على أنهم يرفضون تماما هذا القرار، وأوضح أحدهم أن الدولة لابد أن تبحث عن حل أفضل بدل توقيف العمال، لاسيما أن مذابح العاصمة كلها لا تستطيع استيعاب عمال مذبح ”الرويسو”، لذا يطالبون بتفسير عن مصيرهم المهني قبل حلول شهر رمضان الذي يكثر فيه العمل وتزداد الطلبات على اللحوم باختلاف أنواعها، وأكد لنا عامل آخر على أن قرار غلق المذبح الذي يعمل فيه خلق الكثير من المشاكل، مادام تقسيم العمال على مذابح العاصمة مستحيلا، بسبب عدم قدرتها على استيعاب عددهم الكبير، الأمر الذي وضعهم في حيرة من أمرهم، لاسيما خلال هذه الفترة التي يكثر فيها العرض والطلب تزامنا مع شهر الصيام، وأجمع محدثونا على أن السلطات المعنية عليها أن تجد حلا جديا للأزمة التي يتخبطون فيها من خلال إنجاز مذبح عصري تتوفر فيه كل المعايير، سواء من جانب التنظيم أو التسيير، خاصة أن العمل في المذابح الأخرى يبقى أمرا مستحيلا.
العاصمة بحاجة إلى مذبح كبير وعصري أكد عمال مذبح الرويسو أن العاصمة بحاجة إلى مذبح عصري مجهز بعتاد حديث للقضاء على أزمة المذابح، وبعد غلق مذبحهم وتحويله إلى معلم تاريخي يقول أحدهم على السلطات المعنية تجسيد وعودها على أرض الواقع، والمتمثلة في إنجاز مذبحين ب ”بابا علي وبئر توتة” غرب العاصمة، لكن للأسف، المشروع لم ير النور - حسبهم- وبقيت الوعود حبرا على ورق، حيث أوضح أحدهم أن عدد المذابح بالعاصمة قليل وأغلبها ضيقة، تغيب فيها الشروط والمقاييس المطلوبة وعلى الدولة أن تلتفت إلى هذا المشكل قبل حدوث ما لا يحمد عقباه، وهو الأمر الذي يؤثر بالدرجة الأولى على نوعية وجودة اللحوم المقدمة للمواطن، مشيرين في سياق حديثهم إلى عدم إمكانية تحويل نشاط مذبح الرويسو إلى المذابح الأخرى، كونها تفتقر لأدنى الشروط الصحية التي توفر الجودة العالية لحفظ اللحوم، لأنها قابلة للتلف في حال انعدام الشروط المعمول بها في نشاط المذابح، وهذه الشروط لا تتطابق مع المذابح الموجودة عبر إقليم الولاية، كما دعا هؤلاء إلى ضرورة تخصيص قطعة أرضية لبناء مذبح جديد تتوفر فيه كل المعايير ويليق بعاصمة البلاد.
جرذان تهدد المواطنين دق عمال مذبح الرويسو ناقوس الخطر بانتشار جرذان غريبة من نوعها تتغذى من بقايا دماء اللحوم، حيث أكد أحد العمال أن هذه الجرذان خطيرة للغاية تهدد سلامة المواطنين، وليس من السهل القضاء عليها لأنها سامة، كما أكدوا أن هذه الجرذان تتغذى من بقايا الدماء وفي حالة إغلاق المذبح، يمكن أن تهاجم الإنسان، لذا على السلطات المحلية الالتفات إلى هذه الكارثة، مقترحين على السلطات المعنية استيراد ”مادة مسرطنة” للقضاء عليها تفاديا لهجومها على السكان، لاسيما بعد التأكد من تجربة عدم موتها بالمواد السامة، وأكد آخر على أن الجرذان منتشرة بشكل رهيب وهناك تخوف كبير من حدوث كارثة في حال عدم تحرك المعنيين الذين وعدوا بتطبيق نموذج مذبح مدينة ليون الفرنسية في القضاء على مثل هذه الظاهرة وضمان موت الجرذان نهائيا، علما أن العملية في مذبح ليون استغرقت سنتين بسبب عدم موت الجرذان بالسموم، مما أجبرهم على الاستعانة بمادة مسرطنة للقضاء عليها.
عمال مذبح الحراش يرفضون وينتقدون أعرب عمال مذبح الحراش الذي زارته ”المساء”، عن رفضهم لفكرة إدماج عمال مذبح الرويسو بعد غلقه في مذبحهم لأسباب كثيرة، أهمها ضيق مساحة المذبح الذي لا يتسع لدمج عدد عمال رويسو الهائل، حيث أوضح لنا السيد محمد أن عملية الإدماج قد تؤدي بعمال المذبح إلى قطع الرزق ومن غير المعقول أن تجد السلطات حلا لمشكل على حساب آخر، مشيرا إلى أن المذبح لا يتسع للجميع وعدد عماله محدود ولا يمكنهم أن يجدوا راحتهم في العمل وسط الازدحام، وهذا الحل سيخلق نوعا من الفوضى خصوصا إذا تزامن المشكل مع شهر الصيام، في حين تحدث آخر عن ضيق حظيرة المركبات داخل المذبح، حيث لا تتسع لعمال الحراش الذين يجدون صعوبات في الدخول والخروج، فما بالك إذا ارتفع عدد المركبات؟ علما أن المذبح موجود بأحد شوارع بلدية الحراش الضيقة ويعرقل حركة المرور في أوقات الذروة، وأوضح عامل آخر أن مذبح الحراش يستقطب العديد من البلديات التي لا تملك مذبحا، على غرار بلدية باش جراح، الدار البيضاء، السمار، باب الوادي وحتى من غرب العاصمة وتحديدا بلدية الدويرة، لذا على السلطات المعنية مراجعة قرارها وإيجاد حل أفضل.
الحل في الإنجاز وليس في الإدماج أكد عمال مذبح الحراش على أن السلطات المحلية مطالبة بإنجاز مذبح جديد بالعاصمة للقضاء على الأزمة، مثلما فعل الخواص ببلدية الكاليتوس، حيث استفاد السكان من مذبح عصري يحتوي على تقنيات جد متطورة في استقبال وذبح وسلخ الماشية وحفظ اللحوم وبيعها، يقول أحد العمال، كما يحتوي على أحدث الوسائل والآلات المخصصة للذبح والتقطيع وفق المعايير المعمول بها في الدول الأوروبية، هذا المذبح لابد أن يكون نموذجا تتخذه الدولة كمعيار لتجسيد مثله بدل غلق مذبح الرويسو الذي يعد الأكبر في العاصمة، وعلق أحد العمال قائلا بأن السلطات تبحث عن الحلول السريعة دون مراعاة النتائج الوخيمة التي تتبع القرارات العشوائية، وتحويل مذبح رويسو إلى معلم تاريخي يتطلب في المقابل إنجاز مذبح جديد لإدماج العمال قبل الانطلاق في المشروع.
جمعية تجار اللحوم بالعاصمة ترفض قرار التحويل من جهة أخرى، أعرب رئيس جمعية تجار اللحوم في الجزائر العاصمة عن رفضه التام لقرار تحويل مذبح ”الرويسو” لمعلم تاريخي، محملا إدارة ولاية العاصمة قرار تسرعها في غلق المذبح وعرضها للملف على طاولة المجلس الشعبي الولائي، حيث أكد السيد محمد الطاهر رمرام ل ”المساء” أن هناك بعض الأطراف تحاول ضرب سوق اللحوم في الجزائر وتشجيع ”البريكولاج” في هذا المجال، مضيفا أن مذبح ”الرويسو” يعتبر أكبر مذبح في الجزائر وهو سوق الجملة الوحيد لبيع اللحوم الحمراء على المستوى الوطني، واستغرب لمصير 1100 عامل بعد غلق المذبح، منتقدا السلطات الوصية لعدم توفير البديل ببناء مذبح جديد وعصري وتوفير سوق جملة لبيع اللحوم في العاصمة. كما تساءل مصدرنا عن قرار إدماج عمال رويسو بمذبح الحراش الضيق، معتبرا هذا الحل الاستثنائي لا ينفع تماما وسيخلق فوضى كبيرة في السوق، موضحا أنه حاليا لا يوجد أي مشروع لبناء مذبح جديد في العاصمة لتعويض المذبح، وهذا ما سيتسبب في أزمة خانقة في تسويق اللحوم وارتفاع أسعارها في حال تم غلق المذبح.
غلق مذبح الرويسو ”كارثة حقيقية” تزامنا مع شهر رمضان وأعرب السيد رمرام عن تخوفه من غلق مذبح الرويسو بطلب من جمعية الفنانين قبل شهر الصيام، لاسيما وأن الزيارات الميدانية التي قامت بها الجمعية بالتنسيق مع اللجنة المالية والاقتصاد التابعة للمجلس الشعبي الولائي، كشفت أن مذابح العاصمة محدودة العدد كلها تفتقر للمعايير المعمول بها، مما يشكل خطرا على حياة المستهلك الذي يستهلك اللحوم الحمراء بكثرة في الشهر الفضيل، وانتقد محدثنا بشدة الأطراف التي تدعو إلى غلق مذبح حسين داي وتحويله إلى مصنع ثقافي، مؤكدا أن هذا المطلب غير واقعي وسيضر بمصلحة 1100 عامل، وسيتسبب في اختلال توازن سوق اللحوم في الجزائر، لأن مذبح حسين داي -حسبه- يمول العاصمة والولايات المجاورة وهذا ما يصعب تعويضه بعد غلق المذبح، متسائلا عن مشروع مذبح العاصمة المقرر منذ سنة 2004 الذي لم ير النور بعد، في حين قامت وزارة الفلاحة بسحب الأرضية التي كان من المقرر إنجاز بها مذبحين بمنطقتي بئر توتة وبابا علي، لذا على المعنيين إعادة التفكير في تجسيد المشاريع بدل خلق مشكل آخر.
جمعية حماية المستهلك تدق ناقوس الخطر دقت جمعية حماية المستهلك بالعاصمة ناقوس الخطر بخصوص غلق مذبح الرويسو، حيث أكد لنا رئيس الجمعية السيد زبدي أن الجزارين وتجار الجملة في مجال اللحوم إذا كانوا متخوفين فإن تخوفهم مشروع، لأن غلق مذبح الرويسو ستترتب عنه نتائج وخيمة على العامل والمستهلك في آن واحد – حسبه – لأن الجزائريين يستهلكون اللحوم الحمراء بكثرة خصوصا في شهر رمضان المعظم وغلق المذبح يعني بالضرورة قلة المنتوج، علما أن الكثير من اللحوم التي يتم تحويلها إلى المطاعم الجماعية هي لحوم تأتي من خارج العاصمة وعدد العاصميين يقدر ب3 ملايين ونصف نسمة فتصبح كمية التوزيع في شهر الصيام محدودة، ومن النتائج التي تترتب أيضا عن غلق المذبح هو ارتفاع تسعيرة البيع وفتح المجال لظهور أسواق ومذابح عشوائية خاصة باللحوم تسبب أضرارا للمستهلك، وأشار محدثنا إلى أن فكرة تحويل المذبح لمعلم تاريخي لا مشكلة فيها بشرط أن يكون هناك بديل أي مذبح جديد ويعالج نفس الكمية التي يقدمها مذبح الرويسو.