شرعت مؤخرا بلدية محمد بلوزداد بالعاصمة، في إعادة الاعتبار لمغارة ”سرفونتاس” المتواجدة بأعالي المنطقة، حيث تمت عملية إعادة تهيئة وتنظيف المكان الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى مأوى للعديد من المتشردين والمنحرفين. تعتبر المغارة المتواجدة بأعالي البلدية، واحدة من المعالم التاريخية والثقافية التي تتميز بها المنطقة، حيث تستقطب العديد من الزوار، خاصة الأجانب، بغية الوقوف على مرحلة تاريخية مهمة خلال حقبة من الزمن، فالمغارة احتضنت الروائي الإسباني ميغيل دي سرفونتاس بعد أن اقتيد إلى الجزائر من قبل القراصنة الذين استولوا على سفينته، و بقي أسيرا بالمنطقة لأزيد من 5 سنوات، حيث استلهم ميلاد عمله العالمي ”دون كيشوت دي لامنتشه” ليجعل من هذه المغارة إرثا ثقافيا ومعلما تاريخيا، إلا أن الإهمال سرعان ما طال المغارة التي كانت قبلة العديد من المجاهدين، على غرار الشهيد محمد بلوزداد، حيث كانوا يلتقون في المغارة لدراسة مخططاتهم ضد الاستعمار الفرنسي، إلا أنها تحولت بعد الاستقلال إلى قبلة للمنحرفين واللصوص والمتشردين الذين وجدوا في المنطقة مكانا للمبيت وملجأ لتعاطي الممنوعات، الأمر الذي اضطر السلطات المحلية إلى غلقها. وفي هذا الصدد، قال نائب الرئيس المكلف بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية السيد عمامرة محمد في لقاء مع ”المساء”؛ اتخذت بلدية محمد بلوزداد مؤخرا بعض الإجراءات لتنظيف المكان الذي تتواجد به المغارة وتعيين عمال من البلدية للوقوف على أمن المنطقة التي أصبحت تستقطب العديد من الزوار، خاصة الأجانب من جنسيات مختلفة. وأضاف نفس المتحدث أن الهدف من ذلك هو إعادة بعث التراث الموجود في إقليم المنطقة، وعليه قامت مصالح البلدية بعقد اتصالات مع السفارة الإسبانية ومعهد ”سرفونتاس” المتواجد بالعاصمة، حيث تم تحضير نشاطات ثقافية لإعادة بعث تاريخ هذا الروائي الذي دخل الجزائر سنة 1575 ليعيش بها 5 سنوات. وفي السياق، قال نفس المسؤول؛ إن هذه النشاطات الثقافية المختلفة ستنطلق نهاية شهر جوان القادم، بالتنسيق مع معهد ”سرفونتاس”، حيث سيتم تنظيم زيارات لتلاميذ المدارس الابتدائية تحت إشراف المعهد بهدف زيارة المنطقة والتعريف بالروائي دي ميغيل سرفونتاس، وبالأهمية التاريخية والثقافية للمغارة، يضيف المسؤول.