قال الفنان اللبناني مارسيل خليفة من العاصمة الفرنسية باريس مخاطبا جمهورا فلسطينيا احتشد في "قصر رام الله الثقافي" لمتابعة الحفل الختامي لمسابقة تحمل اسمه ينظّمها معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى "كيف تستطيع أن تحرّض الناس على الفرح لا الغياب.. على الحياة لا العدم وهناك احتلالات أرضية وفضائية ومحاولات مقصودة ومنظمة لإرهاب كافة أشكال الفكر والثقافة وقمع كل مسعى إبداعي." وتعرض خليفة (58عاما) وهو مؤلّف ومغن وعازف عود في السنوات الماضية إلى ملاحقات قانونية إحداها عام 2003 بسبب أغنية "أنا يوسف يا أبي" التي بريء منها، وفي عام 2007 صوّت مجلس النواب البحريني على تشكيل لجنة تحقيق في عرض لخليفة وقاسم حداد "مجنون ليلى" قدّم في فعاليات مهرجان ربيع الثقافة في البحرين بسبب ما قيل انه تضمن إيحاءات جنسية في أداء الرقص الذي اشتمل عليه العرض. واختارت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خليفة عام 2005 سفيرا للسلام متعهّدا في ردّه على هذا التكليف بأن يطلق موسيقاه وصوته نشيد حب وتوحّد مع ضحايا الاضطهاد أيا كانت أشكاله دون التردّد في اختيار قضية الأطفال في البلدان النائية والفقيرة خاصة ذوي الإمكانات الواعدة والمواهب التي "يمزّق البؤس والجهل والإهمال أشرعتها فتغرق دون أن تبحر". وشارك في المسابقة التي نظّمت على مدار أسبوع في مدينة القدسالمحتلة 220 متسابقا تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما من غزة والضفة الغربيةوالفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل ومشاركين من هضبة الجولان السورية المحتلة يعزفون على معظم الآلات الموسيقية إضافة إلى الغناء. وتمكّن المتسابقون في الضفة وغزة من الاشتراك في البرنامج عبر نظام الدائرة التلفزيونية المغلقة بسبب الإجراءات التي تفرضها السلطة الإسرائيلية على مدينة القدس وعدم السماح للفلسطينيين بالدخول إليها إلاّ بموجب تصاريح خاصة تمنحها بشكل محدود جدا. وقال خليفة مخاطبا المتسابقين "المدرج الموسيقي أمامكم تاريخ ممتد وملطخ بشظايا وأنقاض وانبعاث في أنّ..هذه الاحتفالية (المسابقة) التي عقدت على مدى أسبوع في القدس العربية تعني الكثير وخاصة لي وأمنيتي بالمجيء إليكم تضاهي الولع، علني يوما أستطيع أن أحيي أمسية موسيقية في القدس عاصمة فلسطين التاريخية...منذ ثلاثين سنة ذهبت برؤيتي الفنية إلى المستقبل الغامض أحبه غامضا دائما." وأعرب خليفة المعروف بأغانيه الوطنية المناصرة للشعب الفلسطيني في كلمته عن تضامنه العميق مع الفلسطينيين وقال "تجريد الفلسطيني من حقه في الحياة على أرضه قد مس شفاف كياننا بأكمله، وأضاف "عندما يمسّ الفلسطيني الجزع ينال من الوضع حتى العظم لذلك سوف اعتبر أنّ تجريد الفلسطيني من حقه في الحياة هو بمثابة الشك في قمر الحب الذي يغمر ليلنا الدامس بالفضة الصريحة". وتابع خليفة قائلا "نحن الذين لم يبق لنا في هذا العالم إلاّ صمودكم نتمسّك به كخشبة خلاص من هذا المد الطافح بالكراهية والبؤس فلماذا يعتقد البعض أننا سوف نتنازل عن حقنا في مشاركتكم احتفالاتكم وفي الدفاع عن حقكم بشتى الأشكال في حين أنهم يمعنون في غزل الشباك ونصب الفخاخ لأجل خطواتكم نحو المستقبل." وشكّلت مسابقة مارسيل خليفة فرصة لبروز العديد من المواهب الشابة في مجالات العزف المختلفة إضافة إلى الغناء الذي فاز بالمرتبة الأولى فيه الشاب محمد عساف من غزة والذي استمع إليه جمهور رام الله عبر الأقمار الصناعية في بث مباشر نقلته قناة "الجزيرة" الفضائية. وقال سهيل خوري مدير عام معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى في كلمة له في حفل اختتام المسابقة "هذا يوم للموسيقى يوم لفلسطين الحياة ... والحرية"، وأضاف "في هذه الأمسية لتتحد حناجر غزةورام الله لتصل آذانا تتلكأ بإقرار الحقيقة أن هذا الشعب أن اتحد ينجز ولا يهزم." ووزعت في نهاية الحفل الذي شارك في التحكيم فيه موسيقيون فلسطينيون وأجانب الميداليات والجوائز التي حمل بعضها أسماء موسيقيين منهم الموسيقار اللبناني الفلسطيني وسام بستاني والموسيقار الألماني الفلسطيني الكسندر سليمان، وقال سليمان عازف التشيلو وهو من أب فلسطيني وأم ألمانية لرويترز بعد الحفل "كنت مندهشا من مستوى المشاركين...هناك مستقبل كبير ينتظر عددا من هؤلاء (المشاركين في المسابقة.. ) ولا يوجد فن مثل الموسيقى التي لا تحتاج إلى كلمات للتواصل متخطية كل الحدود لذلك يجب العمل على الاستثمار أكثر في الموسيقى"، وانطلقت مسابقة مارسيل خليفة للموسيقى عام 2001 وتنظم كل سنتين.