الصيف.. شمس، فواكه ومشروبات منعشة تقابلنا في مختلف الأماكن العمومية والترفيهية، لكن متعة هذا الموسم غالبا ما تكون مصحوبة بأخبار التسممات الغذائية والأمراض المتنقلة التي تقف وراءها ظاهرة العرض غير الصحي للمأكولات والمشروبات. لا يحل موسم الاصطياف، إلا ويتعرض البعض للمتاعب الصحية التي غالبا ما تكون اللامبالاة وراء بروزها في كل صائفة، وفي اطار لامبالاة المستهلك تبرز مشاهد العصائر التي تباع في الهواء الطلق على مستوى بعض شوارع العاصمة وأسواقها الشعبية، على غرار سوق ساحة الشهداء، حيث تتحول القوانين التي تفرض احترام شروط البيع والعرض الصحي الى اجراء عقيم في ظل الترحيب الذي تلقاه من طرف مستهلكين يركضون وراء كل ما من شأنه أن يخمد عطشهم دون الاكتراث بصحتهم رغم أن الأمر قد يصل بهم الى المستشفى. والواقع أن حرارة الصيف تزيد الحاجة إلى السوائل لاسيما بالنسبة للمتسوقين، الأمر الذي يكثف نشاط بعض الباعة المتجولين، ففي هذه الآونة شدت طاولات بعض الباعة الانتباه من خلال أطباق الفواكه والعصائر التي تحملها من الصباح الى المساء. وفيما يتجه البعض الى محلات الاكل الخفيف التي تقدم عصائر تحضر بالمواد الكيماوية، يفضل البعض الآخر تلك التي يعدها الباعة المتجولون، من منطلق انها طبيعية تدخل عدة فواكه في اعدادها من موز، تفاح، ليمون، عنب، أناناس، اجاص، وغيرها من الفواكه التي يختار منها الزبون ما يشاء إذ يتم تحضير العصائر في العراء حسب الطلب، لتباع بأسعار تتراوح ما بين 50دج و80 دج. وفي غياب الوعي وحضور العطش لاينتبه العديد من المستهلكين الى نظافة العصير والاكواب، خاصة وأن تداول الاكواب بين المارة قد يسهم في نقل بعض الامراض المعدية، إضافة الى احتمالات الاصابة بالطفيليات، إلتهاب الامعاء والتقيؤ نتيجة للتلوث أو التسمم الناجم عن تعرض الفواكه غير المغطاة للشمس، لسعات الحشرات، الغبار ودخان السيارات. ويعطي الاقبال للباعة الانطباع بأن بيع العصائر الطبيعية في الشارع فكرة موفقة لخدمة المستهلك في فصل الحرارة، حيث يجدون في هذا الاخير فرصة للإسترزاق، كما يجدون لأنفسهم مبررا مفاده أنه لو كان بوسعهم العمل في ظروف احسن لما عزفوا عن ذلك، حيث انهم يعملون في اطار الامكانيات المتوفرة. وبين حجة العطش وضرورة الاسترزاق تجدنا امام معادلة الحرارة اللاهبة والبطالة المستفحلة، فبإلتقاء هذين العاملين تنتشر ظاهرة العرض غير الصحي لعصائر الفواكه التي تصعب مهمة حماية المستهلك. كما ان غياب مصالح الرقابة عن هذه الاماكن يطرح بشدة... ففي مثل هذه الاماكن يفترض ان تكثف عمليات الرقابة والردع حفاظا على صحة المواطنين.