ناشدت العائلات القاطنة بشاليهات حي بلقوراري ببلدية الرغاية، السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ ما يقارب 10 سنوات، ورغم الوعود المتكررة التي أطلقتها ذات السلطات إلا أن العائلات لا تزال تعيش المعاناة منذ زلزال ماي 2003، بينما تتحجج بتحويل ملفاتهم إلى ولاية الجزائر التي ستتكفل بهم. ولدى تصريحهم عبر سكان الحي عن سخطهم الشديد من سياسة اللامبالاة التي تنتهجها معهم سلطات ولاية العاصمة وعلى رأسها والي الولاية ورئيس الدائرة، بعد أن تبرأت السلطات البلدية من مسؤوليتها اتجاههم بينما يعيشون أوضاعا متردية تعود إلى ماي 2003 تاريخ زلزال بومرداس، أين تم ترحيلهم إلى شاليهات على أساس الإقامة بها مؤقتا إلى غاية استلامهم سكنات جديدة، لكن ما حدث أن السلطات تناستهم – حسبهم- ، ليظلوا تحت الإقامة الجبرية قرابة عشر سنوات. وما زاد الأوضاع تأزما الفوضى العارمة التي أصبح يعرفها الحي، بالإضافة إلى النقائص التي شكلت عائقا وحاجزا أمامهم. والانتشار الواسع للنفايات المتراكمة هنا وهناك زاد الأوضاع سوءا، فأينما تجولت تلفت انتباهك أكوام من الأوساخ المكدسة شوهت الصورة الجمالية لمحيط مدينة الرغاية، ناهيك عن الغازات السامة والروائح الكريهة المنبعثة من مزبلة الحي التي ساعدت على انتشار البعوض والحشرات خاصة في الفترة المسائية، ضف إلى ذلك الغياب شبه الكلي لأعوان النظافة الذين تخلوا عن أدوارهم حسب سكان الحي، وهو ما ساعد في انتشار الأوبئة والأمراض كالربو والحساسية. كما أبدى السكان امتعاضهم الشديد جراء انعدام الغاز الطبيعي، حيث عبروا عن المعاناة اليومية التي يعيشونها في ظل غياب هذه المادة الضرورية والعناء الذي يتكبدونه في تنقلهم لجلب قارورة غاز البوتان، خاصة في ظل بعد محلات المواد الغذائية عن حيهم. وفي ظل غياب مناصب العمل وجد شباب الرغاية أنفسهم في الشارع بسبب الروتين الذي أصبح يطبع يومياتهم، الأمر الذي اضطرهم للتسكع بين أزقة الأحياء والمقاهي وهو ما ساهم في انتشار المنحرفين والسرقة التي ألقت بظلالها في وضح النهار بالإضافة إلى أعمال الشغب التي يقومون بها من حرق للشاليهات وتعاطي المخدرات، يحدث هذا كله في ظل غياب الأمن، الأمر الذي أصبح يؤرق السكان أكثر وتسبب في تحول بعض الشاليهات ممن تركها أصحابها فارغة إلى أوكار لممارسة الرذيلة من قِبل بعض شباب الأحياء المجاورة. وأمام هذه الأوضاع المزرية طالب سكان حي بلقوراري السلطات المعنية بالتدخل العاجل لانتشالهم من المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات خلت وترحيلهم إلى مساكن لائقة، خاصة مع اقتراب فصل الصيف أين تصبح الحياة بالشاليهات مستحيلة مع ارتفاع درجة الحرارة. وتجدر الإشارة إلى أن قاطني الحي تلقوا وعودا كثيرة في هذا الشأن لكنها لم تجسد على أرض الواقع، لذا فإنهم يهددون بالخروج إلى الشارع والتعبير عن معاناتهم بطريقتهم الخاصة.