قضية الطبيبة الراحلة وفاء بوديسة فتحت الباب واسعا لتسليط الضوء على قهر الرجال و النساء في مؤسساتهم من قبل مسؤولين يرون في إذلال الموظفين بطولة و رجولة، أن كان الإعلام روج لقصة الراحلة وفاء فإن وفاء أخرى و مصطفى آخر و احمد آخر ماتوا من القهر و ظلم المسؤولين ولم يسمع بهم احد، ما يحز في النفس ان الكثير من الإدارات و المؤسسات يتم تسييرها بمزاج المدراء بعيدا عن القوانين، المدير فيها فرعون، له في كل المصالح عيون ترصد له الحركات و ما يقال فيه كذبا أو صدقا و كل همه ان يسود عيشة موظف أو موظفة حتى يموتوا قهرا. العام الماضي زميل سقط في مقر العمل بأزمة قلبية بسبب الضغوط الهامشية التي يثيرها الزملاء، و بالامس زميل حدثت معه جلطة و نجى بأعجوبة بسبب القهر و الضغط السلبي الذي يمارسه أشباه المسؤولين، و في مقابل ذلك يوجد فئة قليلة من المسؤولين من نجحوا في تسيير مؤسساتهم ليس بالقهر و لكن بالمعاملة الحسنة حتى انه صاروا مع موظفيهم كعائلة يتزاورون في المناسبات و يسمع المسؤول لهموم موظفيه العائلية و يشارك حتى في حلها ولم ينقص مردود شركاتهم و لا مؤسساتهم بل بالعكس صار الموظف أو العامل يشعر بالمسؤولية في عمله دون حتى ان يراقبه مسؤوله المباشر أو يسأله عن تقصير، لماذا يا ترى نفتقد لهؤلاء المدراء رغم وجودهم فهم قلة؟ و لماذا يفضل المدراء في اغلبهم تسيير مؤسساتهم بالتسلط و القهر ؟ الجواب في اعتقادي انه يتعلق بالشخصية و قلة الكفاءة فالمدير الذي لا كفاءة له يعوضها بخلق المشاكل للعمال و الموظفين و التضييق عليهم و قهرهم حتى يظهر انه المتحكم في كل شيء، و لا أعرف في هذا المقام لماذا أتذكر ابو جهل و هو على شركه حين رفض اقتحام بيت الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يقال عنه انه اقتحم حرمة منزل و روع بنات محمد، و لا أعرف كيف يوجد بيننا من يصوم و يقوم و يحلو له مطاردة طبيبة في خبزتها و يقودها إلى موتها فما احكم ابا الحكم و هو في جهله و كفره و ما اجهل المثير من مسؤولينا و مدراءنا و هم يصومون رمضان و يحجون و يعتمرون كل عام وعام، للذين ماتوا و السلام من القهر و الحقرة نقول لكم السلام في تلك الدار. محمد دلومي الوسوم الطبيبة بوديسة محمد دلومي