تحدث المدرب الوطني السابق رابح سعدان في حوار لجريدة "الشباب والرياضة" الليبية عن اللقاء المقبل للخضر أمام كتيبة المدرب "أربيش " المقرر في 14 أكتوبر الجاري بملعب تشاكر برسم الدور الأخير المؤهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 وعن العرض الذي وصله لتدريب المنتخب الليبي . الخضر عرفوا كيف يتعاملون مع لقاء الذهاب في البداية قال سعدان أن لقاء الذهاب بين الجزائر وليبيا عرف تخوف كل طرف من الأخر من تلقى هدف مبكر :" في لقاء الذهاب كان واضحاً منذ دقائق المباراة الأولى تحفظ المنتخبين الليبي والجزائري وتخوفهما من تلقي أي هدف وهو ما أثر على مستوى شوط المباراة الأول الذي كان تكتيكياً بحتاً ومن خلال متابعتي تفاجأت بالمنتخب الليبي الذي لم يدخل أجواء اللقاء مبكرا الأمر الذي جعل المنتخب الجزائري هو المسيطر طوال النصف ساعة الأولى وهذا يعود للخلل الفني الواضح للمدرب الليبي الذي لم يجهز لاعبيه نفسيا لهذا اللقاء.. ومع ذلك تحرر المنتخب الليبي في النصف الثاني من اللقاء وظهر بصورة جيدة وتحصل على عدة فرص كاد أن يخطف بها الفوز لكن لاعبي ومدرب المنتخب الجزائري عرف كيف يتعاملون مع اللقاء وتفوق فنيا واستطاع خطف هدف الفوز الذي أعطاه الأفضلية لكي ينهي اللقاء متقدما ".
علاقة ليبيا والجزائر ستظل متينة وأبدى سعدان استيائه من الأحداث التي أعقبت لقاء المنتخبين الذي أقيم على الأراضي المغربية :" أنا مستاء للغاية من الأحداث التي دارت بالدارالبيضاء بين اللاعبين فور انتهاء لقاء الذهاب وهذا الأمر نرفضه بشدة لأنه لا يخدم مصلحة الرياضة العربية ويجب علينا نبذ التعصب فلا يوجد ما يبرر هذه الأفعال بين اللاعبين داخل الملعب لأننا أشقاء وكرة القدم هي الوسيلة الوحيدة لتقريب الشعوب وعلاقة ليبيا والجزائر ستظل دائما متينة ونتمنى ألا تتكرر مثل هذه الأحداث في قادم المواعيد ."
لم أتوقع ظهور المنتخب الليبي بهذه الصورة في لقاء الذهاب قال سعدان انه اندهش للمردود المتواضع الذي قدمه المنتخب الليبي في لقاء الذهاب أمام الجزائر :" المنتخب الليبي من المنتخبات القوية والتي استطاعت تقديم صورة جيد خلال مشاركاته الأخيرة سواء في البطولة الإفريقية والعربية التي حل فيها وصيفا بالإضافة لأدائه الرائع خلال التصفيات الإفريقية .. وفي الحقيقة لم أتوقع أن يظهر المنتخب الليبي بهذه الصورة أمام المنتخب الجزائري ، وهذا الأمر يجعلنا متخوفين من ظهور المنتخب الليبي بوجهه الحقيقي في لقاء العودة بالجزائر .
لقاء الحسم سيكون غاية في الصعوبة توقع سعدان مواجهة في غاية الصعوبة بين المنتخبين في لقاء العودة المقرر في البليدة :" رغم تفوق المنتخب الجزائري بهدف مقابل لا شي في لقاء الذهاب إلا أنني أرى أن لقاء الحسم في مدينة البليدة سيكون غاية في الصعوبة لكلا المنتخبين وأتوقع ظهور المنتخب الليبي بصورة مغايرة عن لقاء الذهاب لأنه سيدخل المباراة دون أن يخسر أي شيء وسيدافع عن حظوظه إلى أخر رمق من زمن اللقاء أما المنتخب الجزائري سيدخل اللقاء تحت ضغط كبير للمحافظة على تفوقه وسيعمل المدرب جاهدا على تجهيز لاعبيه بصورة جيدة وسيكون من الصعب على المدرب حليلوزيتش التفريط في التأهل .. لكن تبقى كل التوقعات متاحة والفيصل الوحيد هو التسعين دقيقة التي ستحدد المتأهل إلى المونديال الإفريقي ."
خطوة ممتازة قامت بها وزارة الشباب والرياضة الليبية ثمن سعدان المبادرة التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة الليبية من اجل تخفيف حدة التوتر في لقاء العودة :" المبادرة التي ستقوم بها وزارة الشباب والرياضة الليبية والتي من خلالها سيتم إرسال نخبة من الرياضيين القدامى والشخصيات الرياضية لتهدئة الأمور قبل اللقاء المرتقب الذي سيقام في البليدة اعتبرها خطوة ممتازة وفي الاتجاه الصحيح وأنا على ثقة أن الوسط الرياضي في الجزائر سيكون في الموعد لاستقبال هذا الوفد الذي يعبر عن صدق النوايا وهكذا يجب أن تكون الرياضة محبة وتآخي ويكفينا تعصب ."
يجب توحيد الخطاب الإعلامي في البلدين ودعا سعدان الإعلام الجزائري والليبي لتفادى المشاحنات وتفادى نشر التصريحات النارية التي من شأنها أن تخرج اللقاء عن إطاره في مواجهة العودة وفى هذا الصدد قال :" للإعلام الليبي والجزائري دور كبير في تهدئة الشارع الرياضي في البلدين ومن خلال هذا اللقاء ادعوا جميع وسائل الإعلام للعمل على إظهار الايجابيات أولاء ويجب أن يكون دورهم موحد في إعطاء انطباع جيد للعالم بأن البلدان العربية متحضرة وبإمكانها قيادة العالم في شتى المجالات .
الرياضة الليبية ستشهد تطورا كبيرا أظهر سعدان تفاؤلا كبيرا بخصوص مستقبل الكرة الليبية عموما وكرة القدم على وجه الخصوص وفى هذا الصدد قال :" من خلال اطلاعي على الرياضة الليبية صحبة زملائي المدربين الذين عملوا في السابق لتدريب الأندية هناك فإنني أراء أن ليبيا تملك الإمكانيات ولكن الظروف التي عاشتها الرياضة في السابقة لم تسمح بتطور الأندية ولا المنتخبات رغم وجود العديد من الأسماء البارزة وتحديدا في كرة القدم .. لكن مستقبلا في ظل تطلعات ليبيا الجديدة وبعد أن ينعم الشعب الليبي بالاستقرار أنا على يقين أن الرياضة الليبية ستشهد تطور كبير في الأندية والبنية التحتية .
لم أتلقى اتصالا رسميا من صناع القرار في الرياضة الليبية ورحب سعدان بفكرة تدريب منتخب ليبيا :" قبل اللقاء الأخير الذي جمع ليبيا والجزائر في الدارالبيضاء تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر اقترابي من تدريب المنتخب الليبي وهذا الأمر لم يحدث والى حد الآن لم تصلني أي رسالة أو خطاب رسمي من قبل صناع القرار في الرياضة الليبي لتدريب المنتخب وفي الحقيقة ليس لدي أي مانع في تدريب المنتخب الليبي وهذا الشيء يشرفني كثير ولن أجد أي صعوبة في التأقلم لان ليبيا تعتبر بلد شقيقة والأجواء عندكم قريبة من أجواء الجزائر بالإضافة لخبرتي الطويلة في عالم التدريب فقد سبق لي وان دربت لفترة طويلة في المغرب وتونس والخليج وبفضل الله استطعت أن أصنع تاريخاً حافل من الانجازات ."
المدرب الأجنبي ليس وحده من يستطيع تطوير الكرة الليبية قال سعدان أن تطوير الكرة الليبية يمر حتما عبر مساهمة جميع الأطراف وعن هذه النقطة قال :" المرحلة القادمة للكرة الليبية تتطلب الكثير من العمل لكي نشاهد ليبيا تنافس على اكتساح الألقاب القارية وفي السابق دار بيني وبين المدرب الليبي رياض جمعة حديث عبر قناة نسمة التونسية وقلت له أن المدرب الأجنبي ليس وحده من يستطيع تطوير الكرة الليبية عليكم تشكيل لجنة من الرياضيين القدامى والمدربين الوطنيين ذات الكفاءة العالية لوضع خطة مستقبلية للفترة البعيدة وبوجود الموارد المالية والبشرية ستجنون ثمار هذا العمل .. وهذا الأمر ليس بتلك الصعوبة فلو نظرنا للكرة الخليجية في فترة السبعينيات كيف كانت ضعيفة للغاية مقارنتا مع دول شمال إفريقيا لكن بوجود العمل والتخطيط أصبح لدول الخليج العربي عدة دوريات قوية و منتخبات وصلت للمونديال العالمي ."
ادعوا الجماهير الجزائرية للتحلي بالروح الرياضية وفى الأخير طلب سعدان من الجماهير الجزائرية للتحلي بالروح الرياضية :" أود أن أحي الجماهير الليبية التي ساندتني في السابق عندما كنت على رأس الجهاز الفني للمنتخب الجزائري وأتمنى من الله أن نشاهد لقاء في القمة بين ليبيا والجزائر من حيث المستوى الفني وانضباط اللاعبين أخلاقيا داخل الملعب وادعوا الجماهير الجزائرية للتحلي بالروح الرياضية والتشجيع الراقي في النهاية ستضل مجرد 90 دقيقة من الماضي والفائز نقول له آلف مبروك والخاسر نقول له حظ أوفر وستبقى العلاقة مستمرة بين الأشقاء ليبيا والجزائر.