الكثير من شيوخ تخطوا العقد السادس من عمرهم و ما زالوا يمارسون حياتهم أكثر من الشباب، لا لسبب سوى البحث عن الكرامة، لأن الحكمة تقول ان العمل كرامة، و بعد أن اقتضت حكمة الشيوخ ان العمل لا عمر محدود له بل إن بعضهم يموت مباشرة ان توقف عن ممارسة أي نشاط مهني، و في الوقت ذاته شباب بقوة الأحصنة و تحمل الابل ما زال الاب الذي رسمت خطوط الزمن لوحتها في وجهه و نقشت المهن أخاديد في كفه يتعب و يشقى و يحفر الصخر بالأظافر، ليثبت أن الحياة مستمرة و ان كان بعض جوانبها مُرة، بل أن بعض الصفحات تداولت كيف ان شيخا في سن التسعين يكسر الصخور في الجبال بفأسه و يبيعها لمن يستعملونها في البناء و لا يمد يده أو يطمع في غيره، فهل تغير الزمن أو تغير البشر ؟ العمل في جوهره لا يتعلق بالمال كما يتصور شباب اليوم بل بالكرامة، فالهدف من العمل هو الكرامة قبل أن يكون حصد المال، و لأن المروءة ماتت فلا تستغرب ان تجد الشاب في العشرين يرفض الكد و التعب و يرفض الكرامة، بينما الشيوخ يحفرون الصخور بالاظافر و لا يبالون، انها الكرامة لكن الكثير من الشباب لا يعرفون معنى الكرامة . الوسوم قلم المسار محمد دلومي