يمكن اليوم للشعب السوداني ان يقول بكل فخر، ما أحلى زمن عمر البشير، أما الشعوب العربية فيمكنها ان تعرف الهدف مما يسمى ثورات الربيع العربي، بعدما صار كل هم المجلس الانتقالي في السودان هو الزحف نحو التطبيع و الاتجاه نحو الصهاينة، و كما قال وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، ان كان رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان يعتقد ان التطبيع سيفتح الطريق له نحو واشنطن فهو واهم، و الوزير القطري صادق فيما قال، لأنه بعد التطبيع لن تصلح لشيء بعد تسليم البلاد للصهاينة كما فعل جارنا الملك الذي رهن الأرض و العرض لبني صهيون و لم يعد له في الأمر شيء، و لا حتى سيد نفسه. ان الابتسامة العريضة و الفرح الكبير الذي ابداه البرهان عند استقباله لوفد صهيوني رفيع بالخرطوم لا يدل سوى أن هذا المجلس جاء لتأدية دور واحد وحيد وفقط، و هو تطبيع العلاقات مع الصهاينة، فلا حرية و لا كرامة و لا عيش كريم للشعب السوداني، و على السودانيين ان يدركوا أن التضحية بالبشير و بهدلته في المحاكم اليوم لا علاقة له بالفساد و لا بانقلاب 1989، بل جاء لأن الرجل بقي ثابت في مواقفه من القضية الفلسطينية و من قضية التطبيع مع الصهاينة، فلا يوجد في قاموس الرئيس عمر البشير شيء اسمه تطبيع العلاقات مع العدو، لهذا تم حصار السودان و تقسيمه و زرع الفتن فيه طيلة مدة حكم البشير، فهل خرج الشعب السوداني في الثورة المزعومة من أجل التطبيع او الكرامة؟ طبعا لا، و لو كان في هذا المجلس خير لشرع في إيجاد حلولا اجتماعية و سياسية و اقتصادية للبلاد لتكون أولوية ثم يفكر بعدها ان شاء بالتطبيع، لكنه فضل بناء البلاد ليس من الاساس بل من الطابق الأخير، و ان كان المهرولون فرحون بالهرولة اليوم كفرحة الاطفال ببدلة العيد فعليهم ان يدركوا انه حين يجد الجد لا ينفعهم تطبيع و لا الوفد الذي استقبلوه في الخرطوم، و لا التقرب زلفى لاعداء الامة. الوسوم قلم المسار