وجد الوزير الأول عبد المالك سلال نفسه في مكان المواطن وهو يتحدث عن الإجراءات البيروقراطية التي يعاني منها جموع الناس في كل البلاد، و خرج عن تحفظه أول أمس في لقائه مع رؤساء الدوائر وهو يتحدث ويستغرب عن " برويطة وثائق" تطلبها الإدارة من أجل تكوين ملف خاص بالسكن، كما استغرب من الوثائق السنوية التي تطلبها الإدارة من التلاميذ لتجديد ملفاتهم، والوزير الأول معه حق في كل ما ذهب إليه، ولحد الآن لا أحد يعلم لماذا تعذب الإدارة المواطن وتعاقبه بكميات هائلة من الوثائق في الوقت الذي تكفي فيه بعض الأوراق القليلة لتكوين ملف إداري يستوفي كل الشروط، وربما لأن الإدارة عاجزة عن تسيير الكثير من الشؤون "وفارغة شغل" وجدت في تسليط عقوبات مجانية على المواطن شغلا لها يمكنها أن يمضي فيه موظفيها 8 ساعات من العمل إضافة إلى حل الكلمات المتقاطعة، هذا فضلا عن الاستقبال السيئ الذي يواجه به أعوان الإدارة الناس، إضافة إلى حكاية " الشغل لمليح يطول" حيث تستغرق بعض الوثائق العادية أياما وأحيانا شهورا وبعد أن يصل المواطن لحالة من الجنون تفرج الإدارة عن وثائقه، دون حتى أن تشكره على حسن صبره، ويا ويله إن خرج المواطن عن صبره، لأن التهم جاهزة وهي إهانة موظف أثناء تأدية مهامه، ولكن لا توجد تهمة اسمها تقصير الموظف في أداء مهامه، أو إهانة مواطن أثناء استخراج وثائقه