من غرائب الحملة الانتخابية في أسبوعها الأول أن توجد أحزاب بلا مناضلين، فالأحزاب المجهرية التي أفرزتها الساحة ورضت عنها الداخلية وجدت نفسها في قاعات بدون جمهور، لدرجة أن الطاهر بن بعيبش رئيس الفجر الجديد عاد خائبا بعد أن كان من المقرر أن يعقد تجمعا في أحد القاعات، فلم يجد مناضلين ولا مناصرين وربما حتى حارس القاعة كان متغيبا فعاد الرجل أدراجه من حيث أتى، الغريب في كل هذا أن ثمة جمعيات عدد المنخرطين فيها أكثر من عدد المناضلين في الأحزاب، والأغرب من كل هذا أن توجد قيادة على رأس الأحزاب ولا يوجد مناضلين في الأحزاب، لهذا كشفت الحملة " هملة" ناس السياسة، وعرتهم ووضعتهم أمام الناس عراة حفاة وعلى صورتهم الحقيقية، والحملة في أسبوعها الأول ظهرت كم هو بعيد المواطن عن السياسة، وكم بعيدة الأحزاب عن المواطن، لدرجة أن المرء يحس وهو يرى الحملة الانتخابية على وسائل الإعلام، ويعتقد أنها تحدث في بلد آخر وليس الجزائر، ولو لا تلك الملصقات على قلتها والألواح الإشهارية الخاصة بها والتي في مغلبها خاوية على عروشها إلا من خلال حزب او حزبين لما اعتقد الناس أنه يوجد انتخابات محلية قادمة، ثم حتى وان استطاعت هذه التشكيلات الحزبية جمع الناس من حولها، فما الذي تراه تقوله لهم، وهي التي ترى عجزها في الميدان، ونصف المنتخبين الذين قدمتهم في الخمس سنوات الفارطة تلاحقهم أحكام قضائية ..؟ لقد أوصل الكثير من المنتخبين المحليين الشعب إلى حالة من اليأس، كان على القائمين على شؤون البلاد قبل ان يفتحوا باب الترشح والانتخابات، أن يفتحوا باب المحاسبة لمن أخلف وعده طيلة خمس من السنوات ضاعت على الناس هدرا .