آخر الأخبار تفيد أن مصالح وزارة الداخلية ستضخ مزيدا من الأحزاب الجديدة في الساحة السياسية، والظاهر أن موجة البرد الأخيرة لها علاقة بموجة الأحزاب الجديدة، لأن الاستقبال البارد للشعب وحتى للإعلام لهذه الموجة من التشكيلات السياسية التي ستدخل " الإسطبل السياسي" انعكس على الطقس فجاء كل شيء بارد من هذه الأحزاب التي لا اقول ان لها قلبا باردا ولكنها بلا قلب، إلى برودة الإعلام وتعامله مع التشكيلات الجديدة وصولا إلى برودة الشعب الذي لم يعد يبالي بالأحزاب الجديدة ولا القديمة، الغريب أن كل جماعة من ثلاث او خمس اشخاص صارت تشكل حزب، لدرجة أننا نسمع أحيانا بولادة حزب جديد ليتم نسيانه في اليوم التالي، والأغرب أن الناس لا يعرفون لا الحزب ولا رئيسه، والأغرب من هذا كله أن عدد المنتمين لجمعية محلية في بلدية لخروب تهتم بتربية الأبقار، أكثر بكثير من عدد المناضلين في هذه الأحزاب التي تتكون في بعض الأحيان من الأب والأم والأبناء وبعض الجيران والأصدقاء، وكلهم لا يظهرون سوى في الأعراس، أعراس الأقارب وأعراس الانتخابات، ففي العرس الأول يستعرضون عضلاتهم السياسية ويحاولون أن يقدموا انفسهم للناس على أنهم مقربين من أهل القرار ليستفيدوا من قطع لحم إضافية في "القصعة' وفي العرس الثاني يستفيدون من أموال الدولة للحملة الانتخابية التي طبعا لن تتم أبدا، لذا كل شيء بارد في هذه البلاد من ولادة الأحزاب إلى الطقس، حتى ولو كان الجو مشمسا وربيعيا فإنك تشعر بالبرودة لأن كل شيء بارد حتى القلوب .