يجمع بين ميزتين قل ما نجدها في الوقت الحاضر وهي الثقافة والموهبة، لا يحبذ تكرار نفسه وتستفزه الأدوار الغير التقليدية التي تضرب في عمق التاريخ والفكر الإنساني والعالمي،طاقته الإبداعية لم يعد يستوعبها ركح من الخشب ،حريص على النوعية والجودة في إختيار أعماله، وحنكته الفنية مكنته من إفتكاك جائزة أحسن دور رجالي واعد في مهرجان المسرح المحترف سنة2008 هو الممثل الشاب مصطفى صفراني الذي مازال ينتظر دورا يضيئ بشرارته نجمه ، والذي خص جريدة المسار العربي بهذا اللقاء. - على الرغم من حداثة مشوارك الفني إلا أنك إستطعت في وقت قصير أن ترسم لشخصيتك معالم تميزك عن زملائك في المهنة فما سر ذلك؟ أظن أن تجربتي مع المبدع العراقي الراحل قاسم محمد في مسرحية أبوا الحيان التوحيدي،هي التي صقلت موهبتي ومنحتني قاعدة في المسرح ،فإحتكاكي بالراحل محمد قاسم أغنى ثقافتي ووسع من أفاق تفكيري ونظرتي للفن الرابع لذا اعتبرها محطة راسخة تستوجب الوقوف عندها في مشواري،فأنا متطلب جدا في إختياري للنصوص وأبحث دائما على النوعية التي لا أجدها للأسف في غالب النصوص المسرحية،ولكن في نفس الوقت أعتبر نفسي من الممثلين المحظوظين لأنني جسدت شخصيات تحسب على المسرح العالمي وأحمل في رصيدي أسماء لأهم المخرجين في الجزائر والخارج ،أذكر منهم هارون الكيلاني ،قاسم محمد،كمال لحام، سعيد ولد خليفة، وأحمد راشدي. كما أحرص على إختيار أدواري بعناية حتى أترك بصمتي الخاصة والمميزة في تاريخ المسرح الجزائري، وهذا نابع من الإحترام الذي أكنه للجمهور الذي لا أستطيع أن أستخف بذوقه.
- لماذ كررت تعاونك مع المخرج حيدر بن حسين وهارون الكيلاني ؟ حيدر بن حسين هو مخرج مسرحي مبدع يسهر على كل تفاصيل أعماله فلقد تعاونت معه في العديد من المسرحيات منها مسرحية "إنسوا هيروسترات" ،التي على إثرها تحصلت على جائزة أحسن دور رجالي واعد بمهرجان المسرح الوطني لسنة 2008 عن دور هيروسترات،ومسرحية "حلاج الخير،حلاج الفقراء". يجذبني لأعماله حسن تواصله مع الممثلين بحيث ينشر روح الإنسجام بين فريق العمل ،على غرار أعماله الملفتة للإنتباه ذات الأبعاد العالمية كالمسرحية "إنسوا هيروسترات" ،ومسرحية " الأستاذ كلينوف " ،لأنه يسهر دائما على البحث في التاريخ عن نصوص تفوح منها بطولات عظماء وكفاح رجال مازال ترابهم لم يجف بعد. أما المسرحي هارون الكيلاني ،فهو من المخرجين القلائل الذين يستحقون لقب مخرج مسرحي،أعتبره عراب مسيرتي الفنية ،فقد تتلمذت على يديه في مدينتي الأغواط ، كما يتمتع بطريقة فريدة من نوعها في أسلوب إخراجه،ويملك عين مهووسة بكل ما هو غير إعتيادي ونمطي، لقد جمعتني معه أعمال وأنا لم أتعدى الثالثة عشر من عمري في مسرحية "طاسيلي"،ثم مسرحية "واد الخير"، ومسرحية "الإنتقال"سنة 2007. وأخرها مسرحية "أمود أسد الصحراء" التي تحاكي قصة كفاح شيخ قبيلة ترقية ضد الإستعمار الفرنسي .
- ماذا أضافت تجربتك في عالم الإخراج المسرحي لمسيرتك الفنية؟ أرى أن تجربتي كالمخرج مساعد في مسرحية "الصوت الأصفر" للكاتب خضر ذو الفقار تحت إشراف المخرج حيدر بن حسين، وفي "حلم غير مثقوب"،تفسر مدى تعلقي بالمسرح الذي تربطني به علاقة خاصة لاتفسر،فهي نتيجة حتمية لذلك الشغف الذي أحمله للخشبة،فالتجربة فرصة لأرى المسرحية بعين مخرج لا ممثل وهي القيمة المضافة التي لا طالما أبحث عنها في أعمالي وأدواري سواء في المسرح أو في التلفزيون.
- ما هو تقييمك للعروض المسرحية الوطنية ؟ لم أعد أتفرج على العروض المسرحية لقلة جودتها حتى المهرجانات التي تستقبل العروض الجهوية باتت تركز على الكم وغاب في مضمونها النوع والجودة،فالغاية من إقامة مهرجانات للعروض المسرحية سواء على المستوى الوطني أو المحلي هو إكتشاف مبدعين ومخرجين وممثلين وحتى تقنيين لإثراء المسرح الجزائري ،غير أن الواقع لا يعكس بالضرورة ما يجب أن يكون. فالحالة التي يتخبط فيها المسرح الجزائري جعلت المشاهد يقرر العزوف عنه،إلا في المناسبات الثقافية كالمهرجان الوطني للمسرح المحترف،وذلك بدافع الفضول فقط،لذا وجب التفكير في سياسة ثقافية تبعث الروح من جديد على خشبة المسارح الوطنية وتعيد المشاهد الجزائري إلى أبوا الفنون. حاورته :أمينة إفراح