جاءوا من تبسة , سوق أهراس , الأغواط , الجلفة و غرداية , و كانت غايتهم واحدة و هدفهم واحد , و رغم عناء السفر و مشقة الطريق و بعد المسافة إلا أنهم أصرّوا على المجيء الذي لا تتبعه مصلحة و لا تعتريه غاية , جاءوا فقط لمشاركة مثقفي و كتاب و أهل مدينة سيدي عيسى احتفالهم بذكرى عيدي الاستقلال و الشباب .ملبين الدعوة التي وجهت لهم من طرف فرع اتحاد الكتاب بالتنسيق مع لجنة الحفلات صبيحة يوم 3 جويلية 2013 , حيث ميز اليوم الأدبي هذا حضور الرائعين جمال الدين بن خليفة , رئيس فرع اتحاد الكتاب بسوق أهراس والكاتب و الإعلامي محمد الزين ربيعي و القاص يعقوب لحبيب من تبسة و شاعرنا المكرم مؤخرا في الشارقة بن عزوز عقيل و القاص المبدع الحائز على جائزة ناجي نعمان بلبنان سعدي الصباح من الجلفة بالإضافة إلى الشاعر الشعبي عطوي عبد القادر من عين الملح و الأستاذ د. بوراس عطاء الله من جامعة الأغواط و الشاعر مبسوط محمد من غرداية . و قد افتتح السيد عيسى ماروك رئيس فرع اتحاد الكتاب بكلمة رحب فيها بالحضور و الضيوف بوجه خاص مذكرا الجميع بعظمة هذا الوطن و بالتالي عظمة مناسباته و أعياده خاصة و أن ذكرى الخامس من جويلية تعد محطة فاصلة في تاريخ الجزائر ثم مرر الكلمة إلى الكاتب الإعلامي محمد الزين ربيعي الذي أشاد بحضور السلطات المحلية و إن دل على شيء فإنه يدل حسب ما قال على همة و تحضّر و عن اهتمام بالثقافة و المثقفين دون أن يفوت الفرصة لدعوة هذه السلطات إلى دعم الثقافة و مدها بالوسائل و الإمكانات اللازمة لتأسيس فعل ثقافي قوي و ناجح و تنظيم ملتقي وطنيا يعكس مكانة سيدي عيسى . و قد كان لكلمة الأستاذ الإعلامي صدى كبيرا إذ سرعان ما تقدمت السلطات المحلية على لسان رئيسي البلدية و الدائرة بكثير من الوعود خاصة منها دعم الثقافة و طبع أعمال الكتاب و المبدعين و تبني تنظيم ملتقى و طنيا بعد 6 أشهر من الآن و قد كان هو و الأستاذ جمال الدين بن خليفة من الداعمين و الواقفين بقوة لتزكية تأسيسه نظرا لتوفر المدينة على طاقات إبداعية هائلة مثلت الولاية قبل المدينة في كثير من المناسبات و الملتقيات . أما كلمة جمال الدين بن خليفة رئيس فرع اتحاد كتاب سوق أهراس فقد جاءت مركزة و داعمة لما تناوله زميله الأستاذ : محمد الزين ربيعي . و قد جاء إلى المدينة مشاركا إياها فرحتها بالاحتفاء بعيد الاستقلال و الشباب تاركا أمر الاحتفاء به في ولايته إلى زملائه هناك , و قد كان هذا موقفا نبيلا يدل على اعتزازه و تقديره بدعوة أقرانه في فرع الاتحاد . و قد ثمن نشاطات الاتحاد و ما يقوم به القائمون عليه .بعدهما أحيلت الكلمة إلى السيد رئيس الدائرة حيث شكر و رحب بالضيوف الكرام داعيا إلى تعاون الجميع لأجل تأسيس فعل ثقافي يرفع من مستوى المدينة و يفجر الطاقات الإبداعية الكامنة فيها دون أن ينسى التزامه بالدعم المادي و المعنوي , و قد شاركه السيد رئيس البلدية في ذلك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السيد عيسى مداني رئيس لجنة الحفلات . تلت ذلك قراءات شعرية و قصصية لكل من الشاعر بن عزوز عقيل و القاص سعدي صباح و الشاعر محمد مبسوط وقد كانت قراءاتهم راقية جدا و متألقة وهم الذين مثلوا الجزائر في الخارج أحسن تمثيل . ثم توالت القراءات و المشاركات تباعا بدء من القاص لحبيب يعقوب بأقصوصاته السريعة و المركزة التي جعل الحاضؤين من خلالها يبحثون عن رؤوسهم ، و قد نالت قصصه القصيرة إعجاب المستمعين كثيرا إلى الشاعرين الشعبيين عبد القادر عطوي من عين الملح الذي شنف إسماع الحاضرين بقصائد جميلة صفق لها الحضور كثيرا ليفسح المجال لقرينه الشاعر الشعبي عمر بوشيبي شاعر المدينة , إلى كل من الأستاذتين الشاعرتين مالك سكينة و حلوة سعدية , التي عرضت كتابها حول العلامة " ابن سينا " للبيع بالتوقيع , و كذا عضوي الاتحاد الشاعرين سليم محفوظي و جمال عبدلي . دون أن ننسى القاص المبدع لخضر بوربيعة صاحب الجوائز الوطنية العديدة .للتذكير فقد حضر اللقاء الأدبي هذا كل من السيد يحي صديقي رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و الإعلاميان البرزان عباس بومامي و المهدي ضربان مدير موقع سيدي عيسى و الكاتب محمد جلابي و الشاعر همال عبد الباسط , حيث كان اللقاء عفويا و حميميا و ناجحا بكل المقاييس , إذ لم تقم فيه منصة كما هو معهود و لم يسمع فيه " النشيد الوطني " من جهاز التسجيل بل أنشده الحضور اللقاء حمل في ثناياه الكثير من الود و الحب و الإخوة الصادقة و هو ما أنسى الجميلين و الرائعين بلابل الشرق محمد الزين ربيعي و جمال الدين بن خليفة و الحبيب يعقوب التعب و جعلهم لا يعبأون بمشقة السفر و وعثائه كما لامس فيه كتابنا من الجنوب جمال الداخل رغم بساطته إذا ما قارنا المكرمين منهم بما حظيا به في لبنان و الشارقة . في الأخير تم توزيع شهادات شرفية على المشاركين الذين اعتبروها ذكرى من مدينة سيدي عيسى التي استقبلتهم ذات يوم بحب كبير في قاعة تسمى دار الضياف. من سيدي عيسى خاص بالمسار العربي