أصدرت دار النشر الصحراوية لارماتان-راصد مجموعتها الثانية من الكتب، من بينها ديوان شعري للشاعر والصحفي الصحراوي، ماءالعينين لكحل، تحت عنوان "تغريبة". ويضم الديوان، الأول للشاعر، 26 نصا شعريا تعود في أغلبها لفترة التسعينات حين كان الشاعر لايزال مقيما بالمناطق المحتلة، كما آن عددا من النصوص كتبت خلال فترة دراسته الجامعية بمدينة أكادير المغربية. وقد اختار الشاعر تقسيم ديوانه إلى مواضيع كبيرة تعكس في مجملها تمسكه بالدفاع عن وطنه المحتل، وعشقه للصحراء، بالاضافة الى حس التحدي الكامن في كل النصوص، والذي يمجد المقاومة، ويدافع عن حق الانسان في الكرامة. ويأتي الديوان في المجموعة الثانية من مطبوعات دار النشر لارماتان راصد، حيث طبع في نفس المجموعة أيضا كتاب للدكتور غالي الزبير، حول اللهجة الحسانية بعنوان "نظرات في اللهجة الحسانية"، بالاضافة إلى ديوان شعري للشاعر الصحراوي الشاب، حمزة لكحل، من المناطق المحتلة بعنوان "قصيد في مهب الريح". ويحتوي ديوان الشاعر ماء العينين الذي تم تقسيمه على أربعة أبواب، على العناوين الشعرية التالية:
- الباب الأول في الغزل: "تغريبة"، "تذكرت ليلى"، "رسالة غرامية"، "أتعرف أني أحبكْ؟"، "عصير مرارة"، "غزل الغجرية"، "فواصل". - الباب الثاني: في الصحراءْ…: "لونٌ للتيه البدويِّ"، "صحراءُ الغوايه"، "صحراء"، "الليل في عيون بدوية"، "هواجس بدوية". - الباب الثالث: في القلقْ…: "نلون هذا الفضاء"، "يرون فينا بؤس أيامهم"، "لحن لعرس الشهيد"، "تعمدت النزول الى اعلى"، "ليس يجدينا الكلام"، "لحظات شاردة"، "يولدُ الحلمُ.. يموتُ"، "غناء حزين.. لهذا الربيع الجديد"، "تجليات". - الباب الرابع: في الرسائلْ…: "لقاء قصير على شاطئ غريبْ…"، "لن أرثيك"، "إلى الأصدقاء"، "وأكتب شوقي إليك أغنيهْ"، "يا روعة الحلم الجميل"، "يا من نفاه عشق الأرضْ!"
ويأتي النص الذي اتخذه الشاعر عنوانا لمجموعته "تغريبة" ملخصا لمواضيع الديوان، حيث يقول فيه الشاعر:
تغريبة
من شهد الذكرى أتيتُ بقلبي وسحبت شموعاً توقدهُ، في ليل ِ الحرقة ِ في وطني. وتركت ُ الحلم َ .. هجرت الدمعة َ .. لأغوص عميقاً في شجني.
أعواماً .. ... أعواماً هدَني سفري، أعواماً أبحث عن وطن ٍ عن وجع في القلبِ يدفئني، عن بسمة طفل ٍ، خضرة ِ الروح ِ، زغرودة عرس ٍ .. عن بيت يحوي أضلعي ويذيب الوحشة َ من حولي أعواما سرت بلا كفن ِ. وكأن الأرض التي أهوى ترفض عشقي و تطردني. وأنا الموبوء بروعتها، أبحث في الأرض عن وطني أبحث حتى عن سجن. لأظل قريبا من شمس ٍ تركت بصمتها على بدني.
وأعود من أقصى حلمي، أحملُ أحزاني في كفن ٍ وأ ُواريها تربة أعماقي .. أدفنها أعمق من شوقي.. أعمق من عشقي أدفنها، أدفنها أعمق من شجني.
من أقصى الحلم أتيت وسيّجني شوق الأحبابْ.
وأعدت الكَرّة.. في ذاكرتي عدة أبوابْ.
في الباب الأول ِ حكايتي، والثاني يؤرخُ رحلتي، والثالث عرش حبيبتي، والرابعُ شعرٌ وربابْ.
لكنّ الحزن يطاردني ويئنّ المنفى في بدني. وكأني روحٌ بلا جسدٍ أو أني جسدٌ وعذابْ.
الغربة حتى في ذاتي، الغربة تطبع آهاتي، الغربة لحنٌ يؤلّفني من شوق ٍ يطبعُ أصواتي، ويزجّ ُ بمرمِر أغنيتي في سجن ٍ أصفرَ كسرابْ.