أعلن رئيس جمعية العلماء المسلمين، الدكتور عبد الرزاق قسوم، في حديث ل»الشعب» عن مبادرة جديدة لوقف أعمال العنف بولاية غرداية، ونفى أن تكون أسباب الاشتباكات مذهبية أو طائفية بين المالكية والإباضية، ودعا كل المواطنين على اختلاف مراتبهم ومسؤولياتهم إلى الوقوف وقفة رجل واحد لإعادة الهدوء والسلام إلى المدينة. كشف الشيخ عبد الرزاق قسوم، أن أعضاء جمعية العلماء المسلمين، سيجتمعون اليوم السبت، بالعاصمة لوضع آليات مبادرة شاملة جديدة، للصلح بين مواطني ولاية غرداية بعد تجدد الأحداث والاشتباكات نهاية هذا الأسبوع، وقال «نحضر لمبادرة جديدة تضم وفدا أوسع وأثقل من الوفد الماضي، ونحاول جعلها معممة، ثقافية، دينية واجتماعية». وبشأن الغاية منها، أكد الدكتور قسوم «أننا نسعى لاستخلاص وثيقة صلح يلتزم بها الجميع، بعد الاستماع لكل الأطراف من شيوخ وشباب»، وأفاد انه سيتم إجراء اتصالات مع أعيان الولاية لتحديد موعدها لتكون بحر أو نهاية الأسبوع الحالي. وتعمل جمعية العلماء المسلمين منذ اندلاع أحداث العنف بولاية غرداية، في ديسمبر 2013، على إعادة السلام والهدوء للمنطقة، بالتعاون مع أعيان ومشايخ المذهبين المالكي والإباضي، وأصدرت عدد من البيانات المنددة بما يجري من سلوكات غريبة عن الإسلام والمجتمع الجزائري. وسمح حضورها الميداني بجمع عديد المعطيات التي تنفي الخلفية المذهبية الطائفية للخلاف، وهو ما أكده الشيخ عبد الرزاق قسوم قائلا» من خلال اتصالاتنا المختلفة وتواجدنا في المنطقة، نعتقد أن هناك قلة قليلة جدا لديها فهم خاطئ للمالكية والإباضية وهذا ثانوي ولا يؤثر أبدا على التعايش بينهما». وأرجع أسباب الأزمة، إلى عوامل لا علاقة بالموضوع «تشتغل باسم حقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات ودوافع سياسية وتلبسها لباسا مذهبيا وهذا لا أساس له من الصحة»، وأوضح في رده عن سؤال حول مصدر الأطراف الدخلية المؤججة للفتنة، ما إذا كانت من الداخل أو الخارج، بالإجابة « هي داخلية وخارجية ولعله نوع من التشويش على الجزائر سياسيا باستغلال الطائفية والسكن والبطالة» مستدلا « فلو كان الخلاف مالكي إباضي لوقع من زمان، ولماذا الآن؟ ولكنه سياسي اجتماعي، اقتصادي يستغل تحت هذا الغطاء، فالعلاقات كانت متينة والاباضيون والمالكيون كانوا يصلون معا وفي مساجد بعضهم البعض وأنا صليت مع إباضيين في مساجد مالكيين.» ودعا الشيخ عبد الرزاق قسوم، جميع المواطنين الجزائريين على اختلاف مراتبهم ومسؤولياتهم، ليقفوا وقفة رجل واحد، «فالسلطة مكلفة بالعمل وتوفير الشغل للبطالين والسكن وإنصاف المظلومين، والعلماء والمثقفون مطالبون بتوعية المسلم بدينه الذي يتسع للجميع على اختلاف مذاهبهم فكتابهم ومسجدهم واحد ويستمعون لآذان واحد، والمعلمون مطالبون بتنشئة التلاميذ على التسامح والتعايش بعيدا عن أي تعصب فكل المواطنين يكملون بعضهم البعض» يختم رئيس جمعية العلماء المسلمين.