تثير مسرحية اختطاف جماعة تدعى إنها تابعة للتنظيم اللعين المسمى بداعش لسائح فرنسي المدعو "ايرفي قوردال" بمنطقة تلا قيلاف بأعالي جبال تيزي وزو اول امس العديد من التساؤلات إن لم نقل الضحك , فقد أورد الخاطفون صورة كاريكاتورية لهذا الفرنسي يطالب حالك الاليزيه بالكف فورا و دون قيد عن ضرب تنظيم داعش في العراق و ظهر المخطوف في حاله نفسية جيدة وكأنه يرتشف فنجانا من القهوة في احد الصالونات الراقية في جادة الاليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس, و ظهر الخاطفون على استحياء بل و على خوف اكثر من المختطف نفسه و هي الصورة التي شدت انتباه كل من تابع مقاطع من الفيديو , هذا ان كان الفيديو صحيح أصلا . ويذهب البعض الى التشكيك في انجاز فيديو عملية الاختطاف و تركيبه , فيمكن لأي كان يملك بعض التقنيات في التصوير و التركيب على برامج السمعي البصري المعروفة ان ينجز ما تم عرضه في اي مكان من العالم و نقصد هنا ان الفيلم قد يكون منجز من طرف المخابرات الفرنسية و على الأراضي الفرنسية بواسطة عملاء و مرتزقة لا علاقة لهم لا بداعش و لا بالإرهاب , و بغض النظر عن صدقية او عدم صدقية الشريط المسرب فان فرنسا الاستعمارية تريد من خلال هذه المسرحية ضرب عدة عصافير بحجر واحد , و هي التشويش على المساعي الجزائرية لحلحلة المشكل في المالي بعدما قطعت الدبلوماسية الجزائرية خطوات جبارة لاصلاح ذات البين بين الاخوة الفراقاء , اما الأمر الثاني فيتعلق بالتشويش على النوايا الجزائرية الخاصة بجمع الإخوة المتقاتلين في ليبيا , اما الامر الثالث فهو إظهار الجزائر في صورة الدولة المخترقة من طرف أراذل "داعش" و هو الامر الذي سيؤثر على ثقة الخارج في امكانيات الجزائر و جيشها و بالتالي تنفير المتعاملين الاقتصاديين من العمل و الاستثمار , اما العامل الاخر فهو ضرب مبادئ الجزائر و عقيدة جيشها الراسخين في عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى و دفع الجزائر الى المواجهة المباشرة مع الكتائب الليبية , و بغض النظر عن كل هذا فان فرنسا تصرفت بخساسة و عار و غباء و عليها كما افتعلت هذا الشريط عليها أيضا أن تعتذر للدولة الجزائرية و تتعهد كتابيا بانها لم تعد تتصرف في شبر واحد من ارض المليون و نصف المليون شهيد.