كشف مصدر محلي في محافظة نينوى العراقية عن مقتل أكثر من 35 عنصرا وإصابة العشرات في صفوف تنظيم "داعش" بغارات نفذها سلاح الجو الأردني. وأضاف المصدر امس الجمعة أن "تلك الضربات استهدفت تجمعات للتنظيم بشكل دقيق وحققت نجاحات في الهجوم"، مبينا أن "معلومات استخبارية دقيقة أكدت صحة حصيلة القتلى والجرحى في صفوف التنظيم". وحسب المعلومات الأولية فقد تمت العملية في ساعة متأخرة من مساء الخميس وهي الأولى من نوعها وسط الموصل.
أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن الغارات الجوية على "داعش" في سوريا ليست إلا بداية الرد على إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وتوعد جودة "داعش" في مقابلة مع تلفزيون "سي.إن.إن" بانتقام شديد سيجعلهم يعرفون الحجم الحقيقي للأردن، قائلا "في الواقع هي بداية انتقامنا، والأردن سيلاحق التنظيم أينما كان وبكل ما أوتي من قوة" وأضاف وزير الخارجية الأردني "كل عنصر من عناصر داعش هو هدف بالنسبة لنا، لكنهم كما نعلم جميعا، يخفون هوياتهم بشكل متقن، فهم ليسوا سوى ثلة من الجبناء". وحذر جودة من تنامي قوة التنظيم وتوسعه خاصة بعد الهجمات الفردية التي طالت كندا وأستراليا وفرنسا مشددا على عدم الاستهانة بقدرات "داعش". وحسب بيان القوات المسلحة الأردنية فقد بدأ الأردن عملية الرد على "تنظيم الدولة الإسلامية" في سوريا من خلال عملية عسكرية جوية الخميس أطلق عليها اسم "الشهيد معاذ". وقامت عشرات الطائرات من مقاتلات سلاح الجو الملكي الأردني بتوجيه ضربات جوية متتالية، واستهداف معاقل "داعش" حيث هاجمت مواقع تشتمل على مراكز تدريب للتنظيم ومستودعات للأسلحة والذخائر. وأكدت القوات المسلحة أنه تم تدمير جميع الأهداف التي هوجمت وعادت الطائرات إلى قواعدها سالمة. وأضاف أن هذه العملية "تأتي لاجتثاث هذا التنظيم الإرهابي، وقتل الشر في مكامنه". وتوعد الجيش الأردني "داعش" قائلا "ليعلموا أن الحساب معهم ماض حتى القضاء عليهم ليأمن الأردنيون من طغيانهم وسيدفعون ثمن كل شعرة من جسد شهيدنا البطل".
"الكساسبة".. ضحية خاصة "لداعش"
شكل إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة امتدادا للسياسة الدعائية للتنظيم منذ سيطرته على مناطق في العراقوسوريا، سياسة دعائية لم تكن لتستمر لولا حصول "داعش" على إمكانيات "هوليودية". فقد دأب تنظيم "الدولة الإسلامية"على استعراض وحشيته وعرض عمليات تنفيذ إعدام ضحاياه ذبحا أو رميا بالرصاص..لكن الفيديو الأخير لإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا يوم الثلاثاء 3 فبراير 2015 فاق كل التخيلات محملا بوحشية تجاوزت حدود النمطية. فيديو سينمائي تم تصويره من زوايا مختلفة وبطريقة لا تقل احترافية عن تصوير أي فيلم في أحد استديوهات هوليوود الأمريكية، هدفه واضح وهو ترويع وتخويف كل من يقف ضد التنظيم والتأكيد على أن "داعش" لن يتم القضاء عليه بسهولة.
لا عزاء للأردن في "معاذ" إلا القضاء على "داعش"
وقد شهدت منطقة كركوك الخميس 5 فبراير/شباط عزاء الكساسبة في ظل حضور العاهل الأردني عبد الله الثاني مع عدد من كبار المسؤولين، إضافة الى نصب العديد من الخيم في أرجاء الأردن لتقبل العزاء من كل من خفق قلبه للمأساة التي أودت بابن ال26 عاما.
العاهل الاردني يؤدي واجب العزاء وكان الملك قطع زيارته إلى واشنطن بعد نشر تنظيم "داعش" فيديو إحراق الكساسبة حيا ليعود إلى عمان، حيث خاطب الشعب الأردني بكلمة متلفزة وصف فيها مقتل الكساسبة بالعمل الدنيء، مؤكدا أنه قضى دفاعا عن وطنه وأمته. وأكد عبد الله الثاني أن "دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة، رحمه الله، لن يذهب هدرا، وأن رد الأردن وجيشه العربي المصطفوي على ما تعرض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان سيكون قاسيا، لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط، بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه السمحة". من جهته استنكر والد الكساسبة الأفعال الشنيعة التي يقوم بها "داعش"، مؤكدا أن "ما أظهره هذا التنظيم بعيد كل البعد عن الإسلام "مطالبا بالتصدي له ولغيره من "الجماعات الإرهابية". وأبدى والد الكساسبة، الذي وقع ابنه في الأسر بيد التنظيم في 24 ديسمبر 2014 ارتياحه لقيام ابنه بمهمته العسكرية على أحسن وجه رغم سقوط طائرته ووقوعه أسيرا. وأضاف "الجميع يشهد لمعاذ أنه من خيرة الطيارين في السلاح الجوي الملكي، وأنا أحسبه شهيد الوطن".
إعدامات الرهائن التي نفذها تنظيم "داعش" عام 2014
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" في 16 نوفمبر 2014 شريط فيديو أظهر إعدام الرهينة الأمريكي بيتر كاسينغ وقطع رأسه، بعد أن كان اختطف في ديسمبر عام 2013 أثناء عمله في منظمة إغاثة إنسانية بسوريا.
وفي 27 أكتوبر تم الإعلان عن إعدام الرهينة الروسي المهندس سيرغي غوربونوف في مدينة الرقة معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الرئيس بسوريا. ويرجح أن يكون جلادو "الدولة الإسلامية" أعدموا رميا بالرصاص غوربونوف صيف عام 2014 وصوروا عملية إعدامه في شريط فيديو لم يحدد تاريخ الواقعة، ثم عرضوا الشريط في وقت لاحق على رهائن آخرين بغرض ترهيبهم. وفي 3 أكتوبر نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" شريط فيديو يظهر فيه أحد جلاديه وهو يقطع رأس الرهينة البريطاني عامل الإغاثة الانسانية آلن هينينغ الذي كان اختطف بسوريا في ديسمبر عام 2013 . ونشر التنظيم في 14 سبتمبر عام 2014 شريط فيديو استعرض خلاله عملية قطع رأس الرهينة البريطاني وعامل الإغاثة الإنسانية ديفيد هينز الذي اختطف هو الآخر عام 2013 بسوريا. كما نشر التنظيم في 2 سبتمبر شريط فيديو يظهر إعدام الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف وقطع رأسه بعد اختطافه في سوريا عام 2013. وفي 19 أغسطس من عام 2014 نشر التنظيم توثيقا مرئيا لعملية إعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي المختطف منذ نوفمبر من 2012 في سوريا.