يعرف حي قارة بالسانية العديد من الظواهر التي تتنافى والطابع الحضري لأحياء ثاني عاصمة للبلاد، حيث تنتشر السكنات الفوضوية والتجارة و الكراء اللاشرعي وما يتبعها من فساد ،وانحراف،واعتداءات على الممتلكات العمومية منها قرصنة الكهرباء والمياه، هذا في ظل الفوضى وإفلات الأمور من أيدي السلطات المحلية ، والمديريات المعنية بفرض النظام ومحاربة الفوضى بما فيها مصالح الأمن ، مديرية الضرائب، ومصالح البلدية ، والدائرة، وسونلغاز وسيور لتوزيع المياه. حي قارة الذي ينام على الكثير من الكوارث التي تظهر للزائر بمجرد التأهب للدخول إلى حيث أن اكبر مدخله يحتضن أكبر مشكلة عقارية، من حيث عدد المسؤولين عنها، والتي يتبرأ منها احدهم ليلصق المسؤولية بالأخر، والمتمثلة في أرضية الحي الجامعي الكيمو، هذه القضية التي تستدعي لوحدها أن تكون محل بحث وعمق يعدد المسؤوليات الخروق من وهو الأمر الذي سنهتم به لاحقا من خلال تحقيق خاص، ومن خلال البداية يمكن توقع البقية وعواصتها، ذلك أن المحطة المقبلة هو مفرغة نفايات فوضوية ، لم يجد لها المسؤولون حلا إلا بناء سور ليخفي خلفه الأطنان من النفايات المنزلية وغيرها وان كان السور قادرا على ستر المنظر فانه غير قادر إطلاقا على منع الروائح المنبعثة من الوصول إلى أنوف الطلبة على مقاعد الدراسة الجامعية بحكم أن مقر جامعة وهران الرئيسي متواجد بهذه المنطقة. البنايات القصديرية والفوضوية، تفرض فوضى لا مخرج منها هذه المنطقة التي تجمع بين كل المتناقضات وكوارث من هذا الحجم عند بوابتها فقط، فان بداخلها ما تختلج له النفوس نظرا لما يكتيسه من خطورة فمباشرة خلف مبنى مقر جامعة السانية تصطف البنايات الفوضوية المبنية بالقش والأخشاب، والصفائح الحديدية وأغطية البلاستيكية، أو بالأحرى فإنها مساكن قصديرية لان الفوضى تكتسح كل المنطقة حيث إن معظم السكنات والبنايات بهذا الحي بعيدة كل البعد عن النظامية وحسب العارفين بأصل الحي فان أول بناية فيه كانت فوضوية، لتتحول إلى ألاف البنايات التي بكل واحد منها سر من الأسرار التي يخف وزنه أو يثقل حسب الحالة. وان كانت الفوضى هي الأمر الغالب فان القصدير يحيط بحي قارة من كل الجهات حيث أن البنايات اللائقة نوعا ما تتوسط القصدير الذي اكتسح المكان حيث أن حي قارة لوحده يضم أكثر من 3 تجمعات كبرى للقصدير إذا استثنينا الحي الجامعي الكيمو، كل منها به المئات من العائلات بمختلف مقدمها، بالإضافة إلى البنايات الفوضوية المبنية على أرضية ذات ملكية خاصة كانت أو عمومية، دون رخصة بناء أو ملكية للأرضية،حيث أن الظاهرة التي انتشرت خلال سنوات ماضية هو قدوم أشخاص يقوم بالبناء الفوضوي ثم يقوم بيع الأرضية المحاذية لهم لأشخاص آخرين وبذلك توسع العمران بهذه المنطقة غير الصالحة للبناء أصلا لان بها مياه جوفية مالحة ما من شانه التأثير على البنايات المقامة به. وفي هذا الشأن أكد رئيس بلدية السانية أن البلدية ومن خلال المصلحة المختصة تقوم بمراقبة يومية للبناءات الفوضوية التي تهدم مباشرة كما تحدث هن هدم ما يزيد عن 20 مسكنا فوضويا كان أشخاص بصدد بنائه بحي قارة، وبالقرب من الحي الجامعي الكيمو. الكراء غير الشرعي الدعارة، والفساد، والجرائم ولعل الظاهرة الأكثر انتشارا بعد البناء الفوضوي هي ظاهرة الكراء غير الموثق لان ببساطة كل من له غرفة أو مستودع أو حتى سكن بأكمله لا يتواني عن كسب الملايين التي تدرها عليه طريقة سهلة كهاته، حيث لا تخلو اغلب البنايات والسكنات من هذه الظاهرة سواء كان أصحابها قاطنين بها أو غير قاطنين، حيث أن منهم يقوم بكراء حجرات لا تتوفر بها شروط الحياة ، دون طلاء، ودون بلاط ودون مياه، ودون كهرباء، بل أن البعض يقومون بكراء من اجل استكمال بنائها بالأموال التي يدفعها المؤجرون،كما أن كل من يقبل على التأجير يشترط على المؤجر دفع مستحقات والكراء لمدة أربعة أشهر وما فوق مهما كانت وضعية المكان المؤجر حيث أن ثمن التأجير لا تقل عن 7000 دج ، دون دفع مستحقات الكهرباء التي غالبا ما تتم قرصنتها، والمياه التي يشتريها المستأجرون من الصهاريج المتنقلة، كما ان الدفع المسبق غالبا ما يؤدي إلى الاحتيال على المستأجرين بطردهم قبل انتهاء مدة الكراء المتفق عليها دون تعويض أموالهم. وحسب السكان فان اغلب المؤجرين يتفقون فيما بينهم على سعر موحد، واغلبهم نساء يحترفن هذه المهنة بسكناتهم الخاصة وبسكنات لأشخاص وكلوهن في غيابهم بكرائها حيث إن الكثير من أصحاب هذه المساكن قاموا بتهيئة إجراء من سكناتهم على شكل غرف الكراء، حيث يؤكد بعض السكان أن الكراء غير الشرعي تسبب في العديد من المشاكل من تحول الحي إلى ملجأ للدعارة وفساد الأخلاق، سواء من طرف المؤجرين أو حتى المستأجرين، بناء على اتفاق مسبق، كما الكثير منهم يقدم على الكراء فتيات حوامل من دون وثاق وآخرون لقصر، كما أن الكراء للفتيات العاملات واو غير العاملات غالبا ما يكون حسب الذهنية أصحاب المهنة بحي قارة حسب السكان واضحا وهو تحريضهن على فساد الأخلاق والدعارة، وتعاطي المخدرات، ومن طرف المؤجرات خصوصا والتي غالبا ما يكون لهن شروط في من يؤجرن لها من الفتيات، حيث أن للمظهر دور كبير في اختيار المستأجرات بحي قارة، فشروط ليست الاحترام، والسمعة الجيدة، واتقاء الشبهة، الاستقامة بل على العكس من ذلك تماما، كما أن البعض منهن يقمن بمحاولات مع مستأجرات من اجل جرهن إلى طريق الفساد لسبب وحيد هو الحصول على الأموال. وان كانت هذه الظاهرة من اخطر الظواهر التي تعرفه حي قارة فانه لا يخلو حسب القاطنين به من الاعتداءات والمتاجرة بالممنوعات والجرائم، والسرقات، حيث لا يمر يوم حسبهم دون شجار عنيف بين أشخاص يمتد تأثير إلى جماعات، ويستمر الأمر إلى أيام وتستعمل فيه الأسلحة البيضاء، دون أن يكون هناك من يحد من هذه الظاهرة، لتنتشر الفوضى ويطغى منطق الانتقام، وبخصوص هذه القضية اتصلنا بمصالح الضرائب بالسانية وأكد موظفوها بأنهم غير معنيين بهذا النوع من النشاط التجاري الذي يدر الملايين على أصحابه دون أن تستفيد مصالح الدولة منها، مع العلم أن مصالح الضرائب لديها مفتشين ومحققين في إطار التهرب الجبائي بشتى الطرق، ورغم علم الجميع بالسانية بالظواهر التي يفرزها هذا النشاط التجاري اللاشرعي . قرصنة الكهرباء وحتى المياه وان كان قرصنة الكهرباء معروفة ومنتشرة بقوة في وهران عموما والأحياء الفوضوية خصوصا فان حي قارة في غالبيته يتحرك بملايير الفولطات التي يستهلكها السكان عن طرق القرصنة من أعمدة الإنارة العمومية، التي غالبا ما تحتسب على عاتق البلدية أو على عاتق في غالب الأحيان على عاتق المواطنين المشتركين لدى سونلغاز التي تؤكد مرارا أن القرصنة تسبب لها في خسائر بعشرات بل مئات الملايير، فان قرصنة المياه هي أخرى ظاهرة من الظواهر التي تضاف إلى قائمة حي قارة حيث أن اغلب السكان سواء على مستوى السكنات القصديرية أو السكنات الفوضوية على شكل فيلات لم تسوى وضعيتها بعد إلى حفر الأرض من اجل الوصول إلى شبكة توزيع المياه التي تزود البعض ممن سوى وضعيته تجاه مؤسسة توزيع المياه، حيث يقوم هؤلاء توصل المياه بطريقة غير شرعية خاصة منهم الذي قاموا بالبناء فوق شبكة المياه، وهذا ما يعد خرقا أخرى، واعتداء على ممتلكات عمومية، إلا أن كل من سيور وسونلغاز لا تحرك ساكنا حسب المتضررين الذين أفادوا أن هذه الظاهرة تضر بزبائن هاتين الشركتين خاصة وانه غالبا ما تحدث انقطاعات كهربائية متكررة، خاصة خلال فصل الشتاء حيث يعمد قراصنة الكهرباء إلى تشغيل المدفآت الكهربائية، وخلال الصيف بسبب المكيفات، وهذا ما يتسبب حسبهم في تعطل العديد من التجهيزات الكهربائية ونقص شدة الكهرباء، وأما بالنسبة للمياه أكد السكان انهم راسلوا المؤسسة بهذا الشأن لكن دون جدوى من جهتها مصادر من المؤسسة أكدت أنها قامت بمقاضاة العديد من المعتدين على شبكاتها بالسانية، مؤكدة عدم علمها بما يحدث بقارة. وان كان ما خفي أعظم فان حي قارة فوضاه تنمو من دون حسيب ولا رقيب، يحاول فرض بعد النظام بهذه المنطقة التي أودت بالكثير إلى السجون وآخرين إلى الانحراف والفساد كما أدى بآخرين إلى الاستغناء والثراء على عاتق مؤسسات وممتلكات عمومية وزعت كما يوزع المشاع، بعد عجز المسؤولين على إيجاد نقطة البداية للانطلاق في تنظيم الأمور، خاصة وان اغلب من يقطن بقارة من أصحاب الفيلات الفاخرة يملك مساكن، وثروات أخرى سواء بوهران أو غيرها، فلمن ستكون الجرأة هي السباقة لحل الألغاز المعقدة بحي قارة الذي ينام على كوارث عقارية تحولت من الملك العام إلى الملك الخاص دون مقابل.