في الأيام القليلة الماضية، تجمع العشرات من رجال الأعمال من الصين والاردن وربما آخرين من جنسيات أخرى في وسط إحدى الولايات احتجاجا على هضم حقوقهم من قبل مستوردين جزائريين ورجال أعمال، مطالبين السلطات الجزائرية باسترجاع حقوقهم المالية التي انتهكها هؤلاء بالباطل، ما حدث لهؤلاء الأجانب شيء مؤسف للغاية لأنه يعطي صورة سيئة للغاية للجزائر، شعبا وحكومة، والأكيد أن رجال الاعمال الصينيون تعاملوا مع هؤلاء التجار الجزائريين بمبدا الثقة، وربما ايضا لما علموه بعض من الدين الإسلامي الذي يجعل من المسلم يحفظ مال الآخر ويرد الأمانة للناس ولو كانوا من غير ملته، ولكن ما فعله هؤلاء التجار الجزائريين لا يسيء لهم فقط بل يسيء للدين الإسلامي الحنيف، وللشعب الجزائري وللدولة الجزائرية، وتصضوروا كيف ستكوزن عليه صورة الجزائري في الصين، ومع الأسف الأجداد فتحوا اطراف الصين وبلاد في افريقيا وآسيا عن طريق تجارها دون ان يحملوا رمحا ولا سيفا، بل كانت معاملة التجار المسلمين للأجانب من خلال آدائهم للأمانات وحفظ حقوق غيرهم ولو كانوا من غير ملتهم والحفاظ على أموال الناس سببا في دخول مجتمعات وأمم في آسيا وآفريقيا للدين الإسلامي، فمن يمكنه اليوم اقناع رجل أعمال صيني بحضارة الإسلام ورقيه وسموه وهو يرى تجار مسلمين من الجزائر يخونون الأمانات وينتهكون حقوق الغير ظلما وعدوانا؟ والحقيقة أن ما ارتكبه هؤلاء التجار في حق غيرهم من التجار الصينيين سيجعل الإسلام المتهم الأول، في نظر الأجانب والفرق شاسع بين تجار المسلمين القدامى وتجار العلمة اليوم