كانت مدينة اجدابيا تستعد امس لهجوم محتمل يشنه الجيش الليبي الذي يتقدم باتجاه "عاصمة الثوار" بنغازي، في حين لا يزال الغربيون يتشاورون لايجاد حل للنزاع الدامي في ليبيا المستمر منذ 28 يوما. وسقطت اربع قذائف صباح امس على مسافة 6 كلم غرب اجدابيا، على مقربة من مستديرة عند المدخل الجنوبي للمدينة، في حين فر العديد من المدنيين منها. وقد تصبح بنغازي الواقعة على مسافة 160 كلم شمال اجدابيا، معرضة للخطر بعد ان استعادت القوات الحكومية مدنا عدة من الانقلابيين خصوصا البريقة التي تعرضت لقصف مدفعي وغارات جوية. و كانت ليبيا حيث تحتدم المعارك، في صلب المشاورات امس بين الغربيين والروس خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني التي تريد منع العقيد القذافي من استخدام سلاح الجو الليبي ضد الانقلابيين عبر فرض منطقة حظر جوي. وتتوقع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تبدأ جولة تزور خلالها اوروبا وتونس ومصر، ان تلتقي في باريس محمود جبريل المكلف الشؤون الدولية في ما يسمى بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية. لكن عامل الوقت لا يصب في مصلحة المتمردين بعد ان اعلن الجيش الليبي انه يقوم ب"تطهير" كامل مناطق البلاد. وبات خط الجبهة ينتقل شرقا وهو دليل على تصميم القذافي على القضاء على المتمردين رغم العقوبات والاحتجاجات الدولية. وعلى بعد ستة كيلومترات غرب اجدابيا التي اصبحت في اول خطوط الجبهة، اكد انقلابيون سقوط اربع قذائف قرب مستديرة ما ادى الى اصابة خمسة اشخاص بجروح بحسب طبيب في مستشفى المدينة. وقال جمال منصور الضابط في سلاح الجو الليبي الذي انضم الى التمرد انها غارات جوية شنتها مقاتلات سوخوي 24 الروسية الصنع. وعلى الطريق بين اجدابيا وبنغازي كان العديد من المدنيين صباح امس يفرون من المدينة شرقا في شاحنات صغيرة محملة بالحقائب والاكياس والفرش. واقر منصور بان المتمردون "غير مجهزين سوى بمعدات حربية محدودة" ودعا الغرب الى "شن ضربات محددة على المنشآت العسكرية لتخفيف الطوق المفروض عليهم". كما اقترح ان تقوم باريس "بعمليات قصف من جانب واحد". وفي بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية على بعد حوالى الف كلم شرق طرابلس تحولت الحماسة خلال الاسابيع الاولى من اندلاع التمرد الى اجواء من القلق وتحولت الانظار الى الخارج. لكن انتصارات النظام الليبي المتسارعة على الارض تسبق قرارات الغربيين المنقسمين حول سبل وضع حد لها. وقرر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس منع القذافي وعائلته من دخول الاراضي الروسية والقيام بعمليات مالية في البلاد وذلك في مرسوم نشر على موقع الكرملين على الانترنت. وفي الغرب قال المتمردون انهم لا يزالون يسيطرون على مصراتة التي تقع على بعد 150 كلم شرق طرابلس لكن اطلاق نار من اسلحة اوتوماتيكية لا يزال يسمع في محيطها بحسب احد السكان. ووعد الجيش الليبي امس بالعفو عن جميع العسكريين الذين التحقوا بصفوف الثوار "اذا رجعوا نادمين وسلموا اسلحتهم"، كما نقل التلفزيون الرسمي عن اللجنة العامة الموقتة للدفاع. ودعا الزعيم الليبي كلا من الصين والهند وروسيا الى ان "تتولى" شركاتها استثمار النفط في ليبيا بعد رحيل معظم الشركات الاجنبية. وكانت شركة النفط الوطنية الليبية دعت الى استئناف العمل مؤكدة ان موانئها النفطية باتت امنة ودعت الشركات النفطية الى ارسال ناقلاتها لاستئناف شحن النفط. وشن ابو يحيى الليبي احد ابرز منظري تنظيم القاعدة هجوما لاذعا على القذافي داعيا الليبيين الى الاستمرار في ثورتهم للاطاحة به، في تسجيل فيديو بثته الاحد مواقع اسلامية. وقال الليبي ان شعب ليبيا ثار على القذافي "بعد ما ذاق على يديه من صنوف التنكيل والتشريد اكثر من 40 عاما". واعتبر ان القذافي جعل من الليبيين "حقل تجارب لافكاره العفنة وخزعبلاته النتنه وسياساته الرعناء وارائه الخرقاء الحمقاء". وكان النظام الليبي حذر مرارا من تغلغل تنظيم القاعدة بين المقاتلين الليبيين في الشرق وبقيادة المواجهات بهدف اسقاطه.