سارعت قناة الجزيرة الفضائية الى نقل خبر عاجل صباح أمس مفاده أن السلطات التونسية أعلنت ألقت القبض على جزائريين وليبيين بحوزتهم متفجرات وأسلحة بأحد الفنادق بتطاوين في تونس، وظهر الخبر على شاشة القناة القطرية بالأحمر تحت عنوان عاجل، إلا انه وبعد لحظات ظهر أن هذا الخبر تشوبه الشكوك والتناقض، فبعد الاتصال بمراسلهم في تونس قال أن السلطات ألقت القبض على شخصان فقط وليس جزائريين وليبيين، إضافة الى أنه أوضح ان الجهات التونسية لم تفسح عن جنسية المعتقلين، بل أولت الجزيرة خبرها هذا إلى شهادة عامل في الفندق الذي نزلا فيه المتهمان والذي قال أن لهجة الشخصان ليست تونسية ورجح هذا الأخير أن لهجتهما جزائرية أو ليبيا وهربا سريعا من الفندق لتلقيا عليهم القبض السلطات الليبية لاحقا دون أي تعطي أي تفاصيل. هذا التهور في نقل أخبار بمثل هذه الخطورة دون الاعتماد على أبسط أبجديات العمل الإعلامي ومصادر حقيقية متفق عليها، يثير كثيرا من التساؤلات، هل هو خطأ بريء يحدث باستمرار ليبدو كأنه متعمد؟ أو هو عمل مقصود ومتعمد الهدف أشياء أخرى، وأي كانت جنسية المعتقلين فلا يصح للجزيرة أن تنقل هذا الخبر بهاته الطريقة الخطيرة وغير المقبولة، بحكم أنها قناة كثيرا ما تغنت باحترافيتها وحيادها، فأين الاحترافية والحياد في هذا الخبر. وكيف لقناة بمثل حجم الجزيرة أن تقع في مثل هاته الأخطاء باستمرار خاصة عندما يتعلق الأمر بالجزائر، فسابقا ادعت القناة أن هناك ألاف المرتزقة الجزائريين في ليبيا، وقالت ان الحكومة الجزائرية تدعم القذافي بالعتاد والأموال والأشخاص لمواجهة معارضيه، في حين أن السلطات الجزائرية كذبت الخبر وأكدت عدم انحيازها لأي طرف، ولم تتمكن القناة القطرية من إبراز أي دليل يدعم ادعاؤها، بل هو مجرد كلام من هنا وهناك. تجدر الإشارة أنه تداولت عدت جهات إعلامية أمس خبر مفاده ان السلطات التونسية اعتقلت أشخاصا بحوزتهم متفجرات و قنابل يدوية بفندق بمدينة تطاوينالتونسية، الواقعة على الحدود الليبية، وقد سبق هذه العملية اكتشاف حقيبة بها خرائط و هاتف "ثريا" خلفها شخصان في محل تجاري بمدينة تطاوين، بعد أن اشتبه فيهما صاحب المحل الذي بلغ السلطات الأمنية بعد فرارهما. و قالت السلطات التونسية بعد تفتيشها للحقيبة أنها عثرت بداخلها على قنبلة و أسلحة. من جهتها، قالت وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أمس، أن قوات الأمن أوقفت مساء الثلاثاء شابين داخل نزل بمدينة تطاوينالتونسية و بحوزة كل واحد منهما قنبلة يدوية. كما أفادت على لسان مصادر أمنية أنه لم يتسن التأكد من هوية الشابين البالغين من العمر حوالي 25 سنة، على اعتبار أنه لم يعثر لديهما على وثائق هوية. و حسب ذات الوكالة، يقيم عدد كبير من اللاجئين الليبيين في الفندق الواقع بقلب المدينة، مكان ضبط الشابين. كما أكدت أن مصالح الأمن المختصة بمدينة تطاوين تجري حاليا تحقيقا في القضية، لكشف ملابساتها.