بعد وقف منظمة إيتا لنشاطها المسلح بشكل نهائي، فتح المجال لعشرات الآلاف من المواطنين الاسبانيين الباسكيين للنزول إلى الشوارع هذا الأحد في إحدى أكبر التظاهرات الشعبية، للتعبير عن رغبتهم في "مواصلة نضالهم السلمي ، و الحرية وحق تقرير المصير بالنسبة للشعب الباسكي والتوصل إلى حل سياسي لمشكلة إقليم الباسك". و في هذا الإطار طالب المتظاهرون بعودة حوالي سبعمائة سجين أوقفوا لصلتهم بالأعمال الإرهابية المرتبطة بمنظمة إيتا الباسكية، والمسجونين في مناطق متفرقة من اسبانيا وفرنسا، و هو ليس بالمطلب الجديد للقوميين الباسكيين. كما أن الإستراتيجية الجديدة لليسار التقدمي في إقليم الباسك تكمن في إدانة أعمال العنف من جهة والتركيز على الحوار السياسي من جهة أخرى، أمر تؤيده القاعدة الحزبية في المنطقة ويظهر بوضوح خلال هذه المظاهرة إذ ترغب بقية التشكيلات السياسية في إقليم الباسك إسماعها للسلطات. تجدر الإشارة إلى أن منظمة ايتا الانفصالية قد أعلنت الخميس الماضي "الوقف النهائي لعملها المسلح" بعد نزاع دام أكثر من أربعين عاما طالبت فيه باستقلال إقليم الباسك. و يأتي إعلان هذا الموقف بعدما تزايدت الضغوط السياسية على المنظمة مع اقتراب موعد الانتخابات في اسبانيا في 20 نوفمبر القادم والتي تعتبر المعارضة اليمينية الأوفر حظا للفوز فيها. وفي هذا الشأن قالت المنظمة في بيانها إن "ايتا قررت أن توقف نهائيا عملها المسلح وتوجه نداء إلى حكومتي اسبانيا وفرنسا للبدء بعملية حوار مباشر يهدف إلى معالجة تداعيات النزاع، و تجاوز المواجهة المسلحة". من جهته اعتبر رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ردوريغيز ثاباتيرو الإعلان "انتصارا للديمقراطية والقانون والمنطق"، معربا عن "اقتناعه بأهمية الإعلان الكبير". وكذلك أشاد زعيم المعارضة اليمينية ماريانو راجوي الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات التي ستجري في 20 نوفمبر، بما اعتبره "خطة مهمة جدا" من قبل منظمة ايتا ولكنه طالب بحل التنظيم العسكري.