تبدأ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، غدا، زيارة إلى الجزائر ستركز خلالها بشكل خاص على قضايا الطاقة، حسب الحكومة الألمانية. وأعلنت برلين أن ميركل ستجري خلال زيارة تستغرق يومين محادثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول الوضع الدولي لا سيما في الشرق الأوسط. أفادت الحكومة الألمانية، أمس، أن أنجيلا ميركل تزور الجزائر لأغراض اقتصادية، حيث ينتظر وصولها مساء الأربعاء إلى غرفة التجارة والصناعة الألمانية في العاصمة برفقة "وفد من رجال الأعمال" وفق الناطق باسمها. ويولي رجال الأعمال الألمان اهتماما خاصا بالمحروقات الجزائرية. ويسعى الألمان -حسب الملاحظين- الى تدارك ما فاتهم من سوق الطاقة الجزائرية، سيما بعد الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعتها الشركة الفرنسية غاز دو فرانس مع شركة سوناطراك خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للجزائر في ديسمبر الفارط، والتي تضمن الجزائر تموين فرنسا بالغاز الطبيعي، إلى غاية 2019، وكذا الاتفاق الموقع مع إيطاليا لإنجاز مشروع ڤالسي الذي ينقل الغاز الجزائري إلى البر الإيطالي عبر البحر المتوسط، فضلا عن أنبوب ميدغاز، الذي يربط الجزائر بإسبانيا. وقد أعلن فولف برنوتا، رئيس اكبر شركة ألمانية في مجال الطاقة "إي أو أن"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية "نريد تنويع مواردنا من الغاز ولو كان ممكنا ان تدعم ميركل مشاريعنا قليلا فإننا سنكون سعداء". وأضاف أن "الجزائر ستكون سوقا مهمة، لا سيما أننا بدأنا نستثمر في دول قريبة مثل ايطاليا واسبانيا"، حيث فتحت "اي او ان روهرغاز" فرع الغاز للشركة الألمانية الأولى مكتبا في الجزائر سيرافق ممثله ميركل خلال زيارتها. والهدف هو الغاز الطبيعي المسال الذي يعتبر من اختصاصات الجزائر، فهو اقل تبخرا حسب نفس التصريح واقل حجما من وضعه الغازي، ويمكن نقل الغاز الطبيعي المسال في سفن ولمسافات طويلة دون الارتباط بالأنابيب القليلة العدد والمكلفة كثيرا إذا لم يلق بناؤها رهانات جيوسياسية تعرقله. وقدرت الشركة الألمانية انه خلال "2020 سيرتفع استهلاك الغاز الطبيعي المسال في أوروبا الى 18٪ مقابل 10٪ حاليا"، لكن الغاز والنفط ليس كل شيء. فقد اقتحم أول بنك ألماني "دويتشي بنك" السوق الجزائرية، وفاز مكتب الهندسة الألماني "كاي.اس.بي-انغل اند زيمرمان" ومهندسو "كربس اند كيفر" بصفقة بناء مسجد الجزائر المقبل الذي ستكون مئذنته الأعلى في العالم. وأفادت وزارة الخارجية الألمانية ان "أكثر من 140 شركة ألمانية لها فروع في الجزائر". وان "آمال كبيرة تعقد على النقل والسياحة والبناء" وهي مجالات تستفيد من مساعدات كبيرة، فيما يتعلق الشق الأمني للزيارة بملف مكافحة الإرهاب الدولي ومسائل الأمن ذات الصلة، والتعاون القضائي والأمني ومسائل تبادل المعلومات والتجارب في إطار توصيات مجلس الأمن الدولي حول مكافحة الإرهاب الدولي، العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، كما سيتناقش الطرفان حول ملف الحدود وأمن المطارات والمساعدة في مجال مكافحة تزوير الوثائق ومكافحة تبييض الأموال وتبادل المعلومات قصد استباق التهديد الإرهابي والوقاية منه، وسبق لألمانيا أن أعلنت نيتها في مساعدة الجزائر على توسيع العمل بنظام "البيومتري" على جوازات السفر وبعض الوثائق "لتكثيف الرقابة على حركة الأشخاص"، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول التهديد الإرهابي وتطوراته في أوروبا.