أورد وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، أن حقل حاسي مسعود سيضمن استغلال البترول لمدة تزيد عن 50 سنة على الأقل، موضحا أن الجزائر ضمنت مداخليها المالية العادية من قطاع المحروقات لسنة 2008 والتي يصل حجمها إلى نحو 80 مليار دولار، وعن انعكاس الأزمة الحادة التي تشهدها الأسواق المالية العالمية على هذه المداخيل مستقبلا أورد المتحدث بأنه قد يكون لها انعكاسات لما ستسببه من ركود اقتصادي الذي سينجم عنه بالضرورة انخفاض في الطلب على البترول في الأسواق الدولية. وفي ندوة صحفية عقدها خلال الزيارة التي قادته إلى حاسي مسعود حيث اطلع على عدد من المنشآت الطاقوية بهذه المنطقة، أوضح وزير الطاقة أن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" ستعقد سلسلة من الاجتماعات خلال الأيام القادمة للنظر في السبل الكفيلة بمواجهة مدى تأثير الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية العالمية على أسعار البترول. كما أكد أن المشاريع الطاقوية الكبرى التي تشهدها منطقة حاسي مسعود البترولية حاليا تندرج في إطار ترقية قدرات الإنتاج سواء من البترول أو الكهرباء، وبالتالي تحسين مداخيل الدولة، مضيفا بأن هذه المشاريع تحمل توجهات اقتصادية مستقبلية للبلاد، ولذلك تُبذل جهود كبيرة من أجل تحسين مختلف الجوانب المتعلقة بتسيير المنشآت الطاقوية من خلال اعتماد التكنولوجيات المتطورة في مختلف المراحل التي تتطلبها عمليات استغلال المحروقات ابتداء من أشغال الاستكشاف والتنقيب إلى غاية التصدير، وذلك بهدف التقليل من تكاليف الإنتاج. وحسب المتحدث، فإن مشروع انجاز وحدة بحاسي مسعود لمعالجة وإزالة الأملاح والعديد من المواد العالقة الأخرى من البترول الخام الموجه للتصدير يندرج في هذا الإطار، وبما يمكن من تحقيق نوعية جيدة للبترول المصدر والتي تسمح بضمان أسعار مرضية، موضحا أن حقل حاسي مسعود البترولي يتوفر على ثروات بترولية هائلة لا زالت في حاجة إلى استغلال مستقبلا، فضلا على أنه يحتوي على قدرات لا تقل أهمية من طاقة الغاز، مشيرا إلى تواصل العمل من أجل اكتشاف حقول بترولية أخرى من خلال الجهود التي تبذلها شركة سوناطراك بما يضمن استمرارية استغلال هذا الحقل الكبير الذي سيضمن لمدة تزيد عن 50 سنة على الأقل استغلال الثروات البترولية المتواجدة به. وبخصوص مشروع مدينة حاسي مسعود الجديدة، أكد وزير القطاع بأن هذا المشروع الطموح يتجه بخطى ثابتة نحو التجسيد، حيث ستوفر هذه المدينة كل شروط المعيشة التي تتطلبها الحياة المعاصرة، فضلا على أنها ستوفر لإطارات قطاع المحروقات مرافق وهياكل للتكوين والبحث لتكون "قلب التكنولوجيات الحديثة". كما يشهد حقل حاسي الرمل الغازي جهودا مماثلة من أجل تطوير عمليات إنتاج الغاز وتوزيع وتصدير هذه الطاقة الحيوية، مشيرا الى أن هذا الحقل سيكون في المستقبل بمثابة خزان ضخم لكميات الغاز الذي سيستغل من الحقول الجديدة المكتشفة في جنوب الصحراء. وتجدر الإشارة الى أن وزير الطاقة والمناجم قد عاين خلال هذه الزيارة التي دامت يوما واحدا عددا من المنشآت والمشاريع الطاقوية الجاري انجازها على مستوى حقل حاسي مسعود قبل أن يعقد جلسة عمل مع إطارات قطاع المحروقات. وبمنطقة حاسي الرمل بولاية الاغواط، وقف الوزير عند أشغال المرحلة الثانية من مشروع إنجاز ثلاث محطات لرفع ضغط مركبات تكرير الغاز والتي وصلت نسبة تقدمها 90 في المئة وبلغت تكلفتها المالية الإجمالية بما يقارب 1.2 مليار دج، ومن المنتظر استلام هذه المحطات مع نهاية السداسي الأول من السنة القادمة.